الأمن أن يسلم العباد من الظلم ؛ ( وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) (١) ، ( إن الله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون ) (٢).
وهنا حديث آخر جاء في الاستئذان ، ولكن فيه : أن السلام اسم من أسماء الله تعالى ، فناسب ذكره هنا كما ناسب ذكر الحديث المتقدم : وهو من حديث الصادق عليهالسلام قال : « إذا استأذن أحدكم فليبدأ بالسلام ؛ فإنه اسم من أسماء الله عز وجل ، فليسأذن من وراء الباب قبل أن ينظر إلى قعر البيت ، فإنما أمرتم بالاستئذان من أجل العين » الخبر (٣).
المستفاد من هذا الحديث أن الأمر بالسلام لكونه اسماً من أسماء الله تعالى ، ولئلاّ يقع الداخل التارك للسلام في الشر وخوف المعاقبة ، جراء ترك الاستئذان والسلام معاً ، فيدل على تفسير اسم الله السلام بالأمن من الخوف دلالة ضمنية ، ويكون الحديث مؤيداً للحديث السابق عليه ، كما ويؤيد حديث الاستئذان الحديث الباقري والصادقي في الاستئذان أيضاً بأن السلام طاعة الرحمن كما في الاول (٤) ، والسلام طاعة الله كما في الثاني (٥).
ومما يؤيد تفسير اسم الله السلام بالأمن والأمان ، ما جاء من أسمائه
__________________
١ ـ العنكبوت : ٤٠.
٢ ـ يونس : ٤٤.
٣ ـ مستدرك الوسائل ٨ | ٣٧٦ ـ ٣٧٧.
٤ ـ فروع الكافي ٥ | ٥٣٠.
٥ ـ فروع الكافي ٥ | ٥٢٩. وكون السلام طاعة لله تعالى ، إما لأجل الأمتثال لأمره ، أو لأنه اسمه تعالى ، ولا يأبى الجمع بين كونه اسماً له عز وجل ، وأنه طاعة ، ومما يدل على أنه الاسم الربوبي أيضاً ما جاء في الدعاء بعد صلاة الهدية إلى رسول الله ، أو إلى أحد المعصومين عليهم الصلاة والسلام ، على ما رواه ابن طاووس قال : فإذا شهد وسلم قال : « اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ، يا ذا الجلال والإكرام ، صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأخيار ، وأبلغهم مني أفضل التحية والسلام ، اللهم إن هذه الركعات هدية مني إلى عبدك ونبيك ورسولك محمد بن عبد الله ، خاتم النبيين ، وسيد المرسلين ، اللهم فتقبلها مني .... » إلى آخر الدعاء. جمال الأسبوع ١٦ ، في فضل هدية الصلاة. والشاهد فيه قوله : « اللهم أنت السلام » بكل ما له من معنى.