عليهالسلام ، وكان أمير المؤمنين عليهالسلام يسلم على النساء ، وكان يكره أن يسلم على الشابة منهن ويقول : أتخوف أن يعجبني صوتها فيدخل علي أكثر مما أطلب من الأجر » (١).
أقول : لعل قول أمير المؤمنين عليهالسلام : « أتخوف .. » يقول ذلك وهو فوق المستوى البشري ، لسعة روحه العالية وعصمته ؛ لتعليم الآخرين بأن يحذروا من التسليم عليها للكراهة ،كما ذكره الشيخ المجلسي بقوله : لعل هذا للتعليم (٢) ، وعنون الشيخ الحر الباب : ( باب جواز تسليم الرجل على النساء ، وكراهته على الشابة وجواز ردّهنّ ) (٣).
٢ ـ الرضوي :
« قال : قال رسول الله ، صلىاللهعليهوآله : خمس لا أدعهن حتى الممات : الأكل على الحضيض مع العبيد ، وركوبي الحمار مُؤَكِفاً [ مُؤكِفاً ] ، وحلبي العنز بيدي ، ولبس الصوف ، والتسليم على الصبيان ، لتكون سنة من بعدي » (٤).
وفي الصادقي : « ... خمس لست بتاركهن حتى الممات : لباس الصوف ، وركوبي الخمار مُؤكِفاً ، وأكلي مع العبيد ، وخصفي النعل بيدي ، وتسليمي على الصبيان لتكون سنة من بعدي » (٥).
__________________
١ ـ أصول الكافي ٢ | ٦٤٨ ، الوسائل ٨ | ٤٥١ ـ ٤٥٢.
٢ ـ مراة العقول ١٢ | ٥٤٥.
٣ ـ الوسائل ٨ | ٤٥١ ، الباب ٤٨ من أبواب أحكام العشرة.
٤ ـ الوسائل ٨ | ٤٤١ ، الخصال ١ | ٢٧١ ، إنما حذفنا السند للاختصار ، وربما ذكرناه لأمر ما. ثم قوله صلىاللهعليهوآله : « وركوبي الحمار مؤكفاً » كما يأتي بيانه إما من باب الإفعال أو من باب التفعيل ، وعلى كلا التقديرين إما « مؤكفاً » اسم للفاعل ، أو « مؤكَفاً » اسم للمفعول ، والأول أنسب لتواضعه صلىاللهعليهوآله ، ونسب « مؤكَفاً » على الحال للراكب بتقدير له : أي يركب الحمار حاكونه واضعاً له برذعته ، وقيل « مؤكَفاً » اسم للمفعول تعييناً للزوم سبق وضع الإكاف للحمار ، ولكنه مردود بما ذكرناه.
٥ ـ الخصال ١ | ٢٧١ ـ ٢٧٢ ، الوسائل ٨ | ٤٤١ ـ ٤٤٢ ، والسند مختلف فيهما.
والنبوي : « أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وآله مرّ على صبيان فسلم عليهم وهو مغذّ » مستدرك الوسائل ٨ | ٣٦٤.
لعل كلمة « مغذّ » يريد بها التعليم ، لأنها من التغذية والعلم والأدب غذاء الأرواح.