بـيان :
الحديثان كما تراهما متحدان في العدد دون المعدود ، لأن الأول فيه : « وحلبي العنز بيدي » بينما في الثاني « وخصفي النعل بيدي » مع اختلاف بعض ألفاظهما. والذي يسهل الأمر أنهما حديثان. و « مؤكفاً » من أَكَفَ إيكافاً ، أو أَكَّفَ تأكيفاً : الحمار شدّ عليه الإكاف أي البرذعة (١) وهي في المراكب : شبه الرحال والأقتاب (٢).
والمعنى : أنا بيدي أشدّ برذعة حماري عند الركوب ؛ وإنما كان صلىاللهعليهوآله يصنع ذلك لعظيم تواضعه ، والمتكبرون كانوا يخصصون إنساناً يضع البرذعة على حمارهم ، وكان من الأجدر أن يضعها عليهم دونه.
٣ ـ الصادقي :
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « أولى الناس بالله وبرسوله من بدأ بالسلام » (٣).
٤ ـ الآخر : « إن الله عزّ وجلّ قال : [ إنّ ] البخيل من يبخل بالسلام » (٤).
٥ ـ الآخر : « البادي بالسلام أولى بالله وبرسوله » (٥).
أقـول :
المراد بالأولوية القرب إليهما ، نظير ما جاء في آية ( إنَ أولى الناس بإبراهيم للذين أتّبعوه وهذا النبيّ والّذين ءامنوا ) (٦).
__________________
١ ـ هامش الخصال ١ | ٢٧١.
٢ ـ تاج العروس ـ أكف ـ.
٣ ـ أصول الكافي ٢ | ٦٤٤ ، الوسائل ٨ | ٤٣٦.
٤ ـ أصول الكافي ٢ | ٦٤٥ ، الوسائل ٨ | ٤٣٧.
٥ ـ أصول الكافي ٢ | ٦٤٥ ، الوسائل ٨ | ٤٣٧.
٦ ـ آل عمران : ٦٨.