يهديها ويُلينها بالسلام ، وهو اسم الله تعالى قد اختاره تحية للمسلمين ، كما في حديث القمي النبوي : قال فيه رسول الله ، صلىاللهعليهوآله ، عند نزول قوله تعالى : ( وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيّك به الله ) (١) : « قد أبدلنا الله بخير من ذلك تحية أهل الجنة : السلام عليكم » (٢).
إن قول سلمان رحمهالله : « أفشوا سلام الله ، فإن سلام الله لا ينال الظالمين » الذي رواه الإمام الباقر عليهالسلام برواية الشيخ الكليني ، يراد به عدم وصول النفع للظالمين ، بصفتهم أنهم ظالمون ؛ وذلك لما رواه الكليني ، طاب ثراه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال : قلت لأبي الحسن موسى عليهالسلام : «أرأيت إن احتجت إلى متطبب وهو نصراني أسلّم عليه وأدعو له؟ قال : نعم إنّه لا ينفعه دعاؤك » (٣). وكذا رواية أخرى مثلها بسند آخر صحيح أيضاً (٤).
والرضوي قال : قيل لأبي عبد الله عليهالسلام : « كيف أدعو لليهودي والنصراني؟ قال : تقول له : بارك الله لك في الدنيا » (٥).
والسرّ في عدم وصول النفع ما قدّمناه : بصفتهم أنهم ظالمون ، لأن إعانة الظالم على ظلمه ظلم آخر لا بدّ من التبرّي منه ، كما اقتصّ تعالى وتقدّس ذلك عن استغفار إبراهيم عليهالسلام لآزر : ( وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلاّ عن موعدة وعدها إياه فلمّا تبيّن أنّه عدوّ لله تبرّء منه إنّ إبراهيم لأوّاه حليم ) (٦).
وعليه فلا يكون السلام ، ولا الدعاء ولا الاستغفار بنافع للظالمين
__________________
١ ـ المجادلة : ٨.
٢ ـ تفسير القمي ٢ | ٣٥٥ ، البحار ٧٦ | ٦.
٣ ـ أصول الكافي ٢ | ٦٥٠ ، باب التسليم على أهل الملل ، الحديث ٧.
٤ ـ أصول الكافي ٢ | ٦٥٠ ، الحديث ٨.
٥ ـ أصول الكافي ٢ | ٦٥٠ ، الحديث ٩ في النفس من هذا الحديث شيء ، إذ كيف يدعى لليهودي ويبارك في دنياه إلاَّ أن يراد وفق آية : ( إنما نُملى لهم ليزدادوا إثماً ولهم عذابُ مهينٌ ) [ آل عمران : ١٧٨ ]. أي يعطي الدنيا حتى يهلك ، فتدبر في الحديث لعلك تعلم منه ما لم أعلمه.
٦ ـ التوبة : ١١٤.