الرسول ، صلىاللهعليهوآله ، من أعظمهم إكباراً له واهتماماً به عملاً وقولاً.
ولتتميم الفائدة نذكر رابع أحاديث الشيخ الكليني في هذا الصدد :
٥ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن خلف بن حماد ، عن ربعي بن عبد الله ، عن الفضل بن يسار ، عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله عز وجل : « ( يأيّها الّذين ءامَنُوا ليستأذنكم ... ) قيل : من هم؟ فقال : هم المملوكون من الرجال ، والنساء (١) ، والصبيان الذين لم يبلغوا ، يستأذنون عليكم عند هذه الثلاث العورات من بعد صلاة العشاء وهي العتمة ، وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ، ومن قبل صلاة الفجر ، ويدخل مملوككم [ غلمانكم ] من بعد هذه الثلاث عورات بغير إذن إن شاؤوا » (٢).
بـيـان :
هذه الأحاديث الأربعة مع كلام القمي المتقدم ، تنص على الاستئذان بمقتضى تفسيرها للآية ، وأن على المأذون في هذه الساعات الثلاث وغيرها السلام عند الدخول كائناً من كان ؛ لأن السلام طاعة الرحمن ، ولعل الإضافة إلى الرحمن إشارة إلى أن الرحمة اقتضت أن تسلموا كي تعيشوا حياة سالمة طيبة ومباركة كما في الآية : قال تعالى : ( تحية من عند الله مباركة طيبة ) وتكونون أبداً سالمين ، وإخوة متحابين ، متبادلين الوفاء بينكم ، يرحم بعضكم بعضاً ، كما قال عز وجل : ( مُحَمّدٌ رَسُولُ اللهِ والّذينَ مَعهُ أَشِدّاءَ عَلى الكُفّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ ) (٣).
وللشيخ المجلسي ، طاب ثراه ، حول آية الاستئذان تعليق مبسط يلي
__________________
١ ـ قيل : ذكر النساء فيه لا ينافي حديث زرارة الدال على وجوب الاستئذان على الرجال فقط ، لأنه محمول على الاستحباب. هامش الكافي ٥ | ٥٣٠.
٢ ـ الكافي : ٥ | ٥٣٠.
٣ ـ الفتح : ٢٩.