٣ ـ وقال رحمهالله أيضاً : عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضَّال ، عن أبي جميلة ، عن محمد الحلبي ، عن زرارة ، عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله عز وجل : ( الذين ملكت أيمانكم ) قال ؛ « هي خاصة في الرجال دون النساء ، قلت : فالنساء يستأذنّ في هذه الثلاث ساعات؟ قال : لا ، ولكن يدخلن ويخرجن ، ( والّذين لم يَبْلُغُوا الحُلُم منكم ) قال : من أنفسكم (١) قال : عليكم استئذان كاستئذان من قد بلغ في هذه الثلاث ساعات » (٢).
٤ ـ وقال : محمد بن يحيى عن أحمد ين محمد ؛ وعدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله ، جميعاً عن محمد بن عيسى ، عن يوسف بن عقيل ، عن محمد بن قيس ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : ( ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحُلُم منكم ثلاث مرات من قبل ... ) ومن بلغ الحُلُم منكم فلا يلج على أمه ، ولا على أخته ، ولا على ابنته ، ولا على من سوى ذلك إلا بأذن ولا يأذن لأحد حتى يسلّم (٣) ، فإن السلام طاعة الرحمن » (٤).
بيـان :
قوله عليهالسلام : « ولا يأذن لأحد حتى يسلم ؛ فإن السلام طاعة الرحمن » ، هي الجملة المتقدمة الذكر مع تغيير غير مضر ، ولئن دلت على شيءٍ ، فإنها دالة على مزيد الاهتمام بالسلام والمنع المشدد عن تركه ، لأن السلام طاعة الله : طاعة الرحمن ، وما حال من ترك الطاعة؟ وهل جزاؤه إلا الذل والهوان؟ فترى أهل البيت عليهم السالم لإكبارهم أمر السلام ، وإن
__________________
١ ـ قوله عليهالسلام : « من أنفسكم » بيان ( منكم ) وتفسيره أي : من الأحرار. قوله عليهالسلام : « عليكم » كذا في النسخ ، والظاهر « عليهم » ولعل المعنى كأنه تعالى وجه الخطاب إلى الأطفال هكذا ، أو أنهم لما كانوا غير مكلفين فعليكم أن تأمروهم بالاستئذان. مرآة العقول ٢٠ | ٣٦٦.
٢ ـ الكافي ٥ | ٥٢٩ ـ ٥٣٠.
٣ ـ أي : لا يأذن صاحب البيت لأحد حتى يسلم. مرآة العقول ٢٠ | ٣٦٦.
٤ ـ الكافي ٥ | ٥٣٠.