يستقبح الدخول عليه فيها بغير إذن ، وأن المراد بالاستئذان كل ما يحسن ويتحقق الإعلام بأنه يريد الدخول ويريد الإذن فيه (١).
ثم إن الله سبحانه نادى كبار المؤمنين ولم يأمرهم بالأمر لهؤلاء ؛ لأنهم أولياؤهم وهم في طاعتهم ، فكأنه منهم فعل غيرهم ، فالظاهر أنه أوجب عليهم ذلك ، وجعل تمشيته وإتمامه في عهدتهم ، فكأنه آكد من الأمر بالأمر.
ومما ينبه عليه قوله تعالى : ( ليس عليكم ولا جناح بعدهن ). فإن الظاهر أنه لا يجب على السادات أمرهم وتخويفهم من الترك ، وزجرهم عنه ، والسعي في إتمام ذلك بكل ما أحتيج إليه في ذلك حسن والله أعلم. فهذا الأمر للوجوب نظراً إلى السادة قطعاً، وإلى البالغ من العبيد والإماء ظاهر ؛ لأن ظاهر الأمر للوجوب ، ولا مانع منه في حقهم. وإن قيل بالتخلف لمانع في حق من يشاركهم فيه ، وأما بالنسبة إلى من لم يبلغ فيحتمل أن يكون متوجهاً إلى الأولياء ، ويختص بهم وجوبه ، ولكن حيث كان الكلام في المميز قال شيخنا هو خلاف الظاهر ...
وفي الكشاف :
ثم أعذرهم في ترك الاستئذان وراء هذه المرات ، وبين وجه العذر في قوله : ( طوافون عليكم بعضكم .. ) يعني أن بكم وبهم حاجة إلى المخالطة والمداخلة ، يطوفون عليكم للخدمة ، وتطوفون عليهم للاستخدام ؛ فلو جزم الأمر بالاستئذان في كل وقت لأدى إلى الحرج ، وهو استئناف لبيان العذر وهو كثرة المخالطة والمداخلة ، وفيه دليل على تعليل الأحكام. وكذا في الفرق بين الأوقات الثلاثة وبين غيرها بأنها عورات ... أي : هن ثلاث عورات مخصوصة بالاستئذان في تلك الأحوال خاصة (٢).
واعلم أنه يجوز أن يراد بـ ( طوافون عليكم ) الخدمة وبـ ( بعضكم
__________________
١ ـ تفسير مجمع البيان ٧ | ١٥٤ عند تفسير قوله تعالى : ( والذين لم يبلغوا الحلم منكم ) قال : من أحراركم ، وأراد به الصبي ...
٢ ـ تفسير الكشاف ٣ | ٢٥٣.