على بعض ) السادة والأطفال ، ويحتمل أن يراد بالأول الاطفال والمماليك جميعاً من حيث الخدمة ، وبالثاني السادة للاستخدام ، كما هو ظاهر الكشاف (١) ، ويمكن أن يراد بالأول جهة الخدمة مختصة بالمماليك أو بهم وبالأطفال ، وبالتالي جهة المخالطة فيكون من الجانبين من جانب السادة وغيرهم فتدبر.
وقال في كنز العرفان : ظن قوم أن الآية منسوخة ، لا والله ما هي بمنسوخة لكن الناس تهاونوا بها ، وأنما أطنبنا الكلام في تفسير الآيات لتوقف فهم الأخبار عليه. والغِرة بالكسر : الغفلة (٢).
هذا بعض فوائد الكلام حول الاستئذان ونشير أيضاً إلى بعضها الآخر من أحاديث الشيخ الكليني طاب ثراه فقال :
٦ ـ أحمد بن محمد عن ابن فضال ، عن أبي جميلة ، عن محمد بن علي الحلبي قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : الرجل يستأذن على أبيه؟ قال : « نعم ، قد كنت أستأذن على أبي ، وليست أمي عنده ، إنما هي أمرأة أبي ، توفيت أمي وأنا غلام ، وقد يكون من خلوتهما ما لا أحب أن أفجأهما عليه ولا يحبان ذلك مني والسلام أصوب وأحسن » (٣).
٧ ـ ما رواه الكليني بإسناده إلى جابر عن أبي جعفر عليهالسلام ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : خرج رسول الله ، صلىاللهعليهوآله ، يريد فاطمة عليهاالسلام ، وأنا معه ، فلما انتهيت إلى الباب وضع يده عليه فدفعه (٤) ثم قال : السلام عليكم ، فقالت فاطمة : عليك السلام يا رسول الله ، قال أدخل؟ قالت : أدخل يا رسول الله ، قال : أدخل أنا ومن معي؟ فقالت : يا رسول الله ليس علي قناع ، فقال : يا فاطمة خذي فضل ملحفتك فقنعي به رأسك ، ففعلت ؛ ثم قال : السلام عليكم ، فقالت فاطمة : وعليك
__________________
١ ـ تفسير الكشاف ٣ | ٢٥٣.
٢ ـ مرآة العقول ٢٠ | ٣٦٢ ـ ٣٦٥. الغرة إشارة إلى قوله عليهالسلام : « فإنها ساعة غِرّة وخلوة ». الكافي ٥ | ٥٢٩.
٣ ـ الكافي ٥ | ٥٢٨. وفي هامشه : لعل المنعي : أن السلام أحسن وأصوب أنواع الاستئذان.
٤ ـ في هامش المصدر المتقدم : في بعض النسخ [ فرفعه ].