السلام يا رسول الله ، قال : أدخل؟ قالت : نعم يا رسول الله ، قال : ومَن معي؟ قالت : ومَن معك ؛ قال جابر : فدخل رسول الله ، صلىاللهعليهوآله ، ودخلت ... فقال رسول الله : ما لي أرى وجهك أصفر قالت : يا رسول الله الجوع ، فقال صلىاللهعليهوآله : اللهم مشبع الجوعة ودافع الضيعة (١) أشبع فاطمة ... فما جاعت بعد ذلك اليوم (٢).
أقـول :
نقلنا الحديث السادس لأجل كلمة « السلام أصوب وأحسن » المفسرة بالاستئذان الأصوب والأحسن ، وكذا الحديث السابع لاشتماله على سلام الإذن والإعلام معاً ، وإليك حديثاً ثامناً في هذا الصدد دالاًّ على سلام الإعلام :
٨ ـ قال علي بن إبراهيم القمي عند قوله تعالى : ( وامر أهلك بالصلوة واصطبر عليها ) (٣) : فإن الله أمر أن يخص أهله دون الناس ، ليعلم الناس أن لأهل محمد صلىاللهعليهوآله ، عند الله منزلة خاصة ليست للناس ، إذ أمرهم مع الناس عامة ، ثم أمرهم خاصة ، فلما أنزل الله هذه الآية كان رسول الله ، صلىاللهعليهوآله ، يجيء كل يوم عند صلاة الفجر حتى يأتي باب علي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين عليهمالسلام ، فيقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فيقول علي وفاطمة والحسن والحسين : وعليك السلام يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ، ثم يأخذ بعضادتي الباب ويقول : الصلاة الصلاة يرحمكم الله ، ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ) (٤). فلم يزل يفعل ذلك كل يوم إذا شهد المدينة حتى فارق الدنيا. قال أبو الحمراء خادم النبي ، صلىاللهعليهوآله : أنا أشهد به يفعل ذلك (٥).
__________________
١ ـ قوله صلىاللهعليهوآله : « ودافع الضيعة » الظاهر أن المضاف محذوف أي : سبب الضيعة. مرآة العقول ٢٠ | ٣٦١.
٢ ـ الكافي ٥ | ٥٢٨ ـ ٥٢٩.
٣ ـ طه : ١٣٢.
٤ ـ الأحزاب : ٣٣.
٥ ـ تفسير القمي ٢ | ٦٧ ، الوسائل ٨ | ٤٤٨ ، تفسير البرهان ٣ | ٥٠.