ـ ٢٤٦ ـ
لما آخى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بين الصحابة وترك علياً قال له في ذلك فقال له النبي صلّى الله عليه وسلّم إنما أخترتك لنفسي أنت أخي وأنا أخوك في الدنيا والآخرة فبكى علي عند ذلك وقال من بحر الطويل :
أَقيكَ بنفسي أيها المصطفى الذي |
|
هدانا به الرحمنُ من غُمةِ الجهلِ |
وأفديكَ حَوْبائي (١) وما قَدْر مُهجتي |
|
لمن أنتمي فيه الى الفزع والأَصلِ |
ومن ضمَّني مذ كنتُ طفلاً ويافعاً |
|
وأنعشني بالعَلِّ منه وبالنَّهْلِ |
ومَنْ جده جَدِّي ومن عَمه أبي |
|
ومن نجلُه نجلي ومن بنتُه أهلي |
ومن حين آخى بين من كانَ حاضراً |
|
هنالك آخاني وبيَّنَ مِنْ فضلي |
لك الفضل إنِّي ما حييتُ لشاكرٌ |
|
لإِتمام ما أوليتَ يا خاتمَ الرسلِ |
ـ ٢٤٧ ـ
وقال الإِمام من بحر الطويل :
ألم ترَ أن الله أبلى رسوله |
|
بلاء عزيز ذي اقتدارٍ وذي فضلِ |
بما أنزل الكفارَ دار مذلة |
|
فذاقُوا هواناً من إسار ومن قَتْلِ |
وأمسَى رسولُ الله قد عَزّ نصرُهُ |
|
وكان رسولُ الله أُرْسِلَ بالعدل |
فجاء بفرقان من الله مُنزلٍ |
|
مُبينةٍ آياتُه لذوي العقلِ |
فآمنَ أقوام بذاكَ وأيقنوا |
|
وأمسَوْا بحمد الله مجتمعي الشَّمْلِ |
وأنكَر أقوامُ فزاغتْ قلوبُهم |
|
فزادهُم في العرش خبْلاً على خَبْلِ |
وامكن منهم يوم بدر رسولُه |
|
وقوماً غضاباً فعلُهم أحسن الفعلِ |
__________________
(١) الحوياء : النفس.