فتح من السماء ، ما فتح قط ، قال : فنزل منه ملك ، فأتى النّبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال له : أبشر بنورين قد أوتيتهما ، لم يؤتهما نبيّ قبلك : فاتحة الكتاب ، وخواتيم سورة البقرة ، لن تقرأ حرفا منهما إلا أوتيته».
التفسير والبيان :
أخبر الله تعالى عن نبيّه صلىاللهعليهوسلم وعن المؤمنين بالإيمان بأصول الاعتقاد فقال : صدّق الرسول محمد والمؤمنون برسالته ، بالذي أنزل على قلب محمد صلىاللهعليهوسلم من ربّه ، من العقائد والأحكام تصديق يقين واطمئنان. قال النّبي صلىاللهعليهوسلم لما نزلت عليه هذه الآية فيما رواه الحاكم في مستدركه : «حقّ له أن يؤمن».
كلّ منهم آمن بوجود الله ووحدانيته وتمام حكمته في خلقه ، وبوجود الملائكة الذين لهم مهام عديدة منها السفارة بالوحي بين الله ورسله ، وبالرّسل الكرام الذين أنزل الله عليهم كتبا وصحفا لهداية البشر ، قائلين جميعا : لا نفرق بين الرّسل في الرّسالة والتّشريع من حيث المبدأ ، وأن دعوتهم واحدة هي الإقرار بوجود الله ووحدانيته والدّعوة إلى مكارم الأخلاق. وأما التّفضيل بين الرّسل في آية سابقة : (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ) [البقرة ٢ / ٢٥٣] ، إنما هو في مزايا أخرى غير الرّسالة والتّشريع. وفي هذا إشارة إلى فضيلة المؤمنين على غيرهم من أهل الكتاب الذين يؤمنون ببعض الرّسل ويكفرون بالبعض الآخر.
وقال المؤمنون : بلّغنا الرّسول بالوحي ، فسمعنا القول سماع تدبّر وفهم وقبول ، وأطعنا الأوامر إطاعة إذعان وانقياد ، معتقدين أن كل أمر ونهي إنما هو لسعادة الدّنيا والآخرة.
ويسألون الله تعالى المغفرة بالسّتر في الدّنيا وترك الجزاء في الآخرة ، فأنت المتصرف في أمورنا وإليك المرجع والمآب ، فتفعل فينا ما تشاء. قال جبريل : «إن الله قد أحسن الثناء عليك وعلى أمتك ، فسل تعطه ، فسأل : (لا يُكَلِّفُ