الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعامِ وَالْحَرْثِ ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (١٤))
الإعراب :
(وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) : الله مبتدأ مرفوع ، وحسن : مبتدأ ثاني ، وعنده : خبر المبتدأ الثاني. والمبتدأ الثاني وخبره : خبر عن المبتدأ الأول. والمآب : مضاف إليه ، أصله مأوب على وزن مفعل : من آب يئوب ، إلا أنه نقلت حركة الواو إلى الهمزة ، فتحركت الواو وانفتح ما قبلها وقلبت ألفا نحو : مقام ومقال.
البلاغة :
(حُبُّ الشَّهَواتِ) أي المشتهيات ، وعبّر بالشهوات عن الأعيان المشتهاة ، مبالغة في كونها مشتهاة ، محروصا على الاستمتاع بها. والقصد تخسيسها ، وأن المزيّن لهم حبه ما هو إلا شهوات لا غير. ويوجد جناس ناقص بين (الْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ).
المفردات اللغوية :
(زُيِّنَ) حبّب لهم ، والمزين : هو الله للابتلاء ، أو الشيطان بوسوسته وتحسينه الميل إليها (الشَّهَواتِ) جمع شهوة : وهي ما تشتهيه النفس وتميل إليه وتستلذه ، والمراد بها المشتهيات ، كما يقال : شهوة فلان : الطعام ، أي ما يشتهيه. (وَالْقَناطِيرِ) جمع قنطار : وهو المال الكثير ، وعن سعيد بن جبير : مائة ألف دينار. ولقد جاء الإسلام وفي مكة : مائة رجل قد قنطروا (الْمُقَنْطَرَةِ) المجمعة (الْمُسَوَّمَةِ) الحسان المعلمة ، من السومة : وهي العلامة ، أو المرعية في المروج والمراعي : من أسام الدابة وسوّمها : رعاها (وَالْأَنْعامِ) : الإبل والبقر والمعز والغنم (وَالْحَرْثِ) الزرع والنبات (ذلِكَ) أي المذكور أو المتقدم ذكره (مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا) يتمتع به فيها ثم يفنى (وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) المرجع وهو الجنة ، فينبغي الرغبة فيه دون غيره.
المناسبة :
ذكر في الآيات السابقة عاقبة الغرور بالمال والولد ، ثم ذكر هنا وجه الغرور وسببه ، تحذيرا للناس من استعباد الشهوات لأنفسهم ، والانشغال بها عن أعمال الآخرة.