السنة ربيعا وصيفا وخريفا وشتاء ، وبحسب مواقع البلدان الجغرافية ، فقد يكون الليل ستة أشهر والنهار كذلك ، وقد يطول النهار إلى ثماني عشرة أو عشرين ساعة ، وقد تطلع الشمس في بعض البلاد والأزمان بعد غروبها بساعة أو أكثر. بيده تعالى أمر الزمان ، كما قال : (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ ، وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ ، وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ، سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الزمر ٣٩ / ٦٧]. وهو الذي خلق الأرض مكورة يلف عليها الليل والنهار : (يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ) [الزمر ٣٩ / ٥] ، والتّكوير : اللف على الجسم المستدير ، وجعل الشمس دليلا على النّهار.
وتخرج الحيّ من الميّت إما إخراجا ماديا كالنخلة من النواة ، والزرع من الحب ، والإنسان من النّطفة ، والطائر من البيضة ، أو إخراجا معنويا كالعالم من الجاهل والمؤمن من الكافر.
وتخرج الميّت من الحيّ ماديا ومعنويا أيضا كالنّواة من النّخلة ، والبيضة من الطائر ، والجاهل من العالم ، والكافر من المؤمن.
وفسّر بعض الأطباء إخراج الحيّ من الميّت : بأن الحيّ ينمو بأكل أشياء ميتة ، فالصغير يكبر جسمه بتغذية اللبن أو غيره ، والغذاء شيء ميّت. وأما إخراج الميت من الحيّ فهو الإفرازات مثل اللبن ، فهو سائل ليس فيه حياة ، ومثله اللحوم ومنتجات الزروع والنباتات ، بخلاف النّطفة فإن فيها حيوانات حيّة ، وهكذا ينمو الحيّ من الميّت ، ويخرج الميّت من الحيّ.
وترزق من تشاء بغير حساب ، أي تعطي من شئت من المال والرّزق بغير عدّ ولا حصر ولا إحصاء ، ولا إعياء ولا تعب (١) ، فلك خزائن السّموات والأرض ،
__________________
(١) كلمة الحساب في القرآن : إما بمعنى العدد ، مثل : (إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ) ، وإما بمعنى التعب في هذه الآية ، وإما بمعنى المطالبة ، مثل : (فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ).