وتقتّر على آخرين على وفق حكمتك وإرادتك ومشيئتك. فقوله : (بِغَيْرِ حِسابٍ) أي بغير تضييق ولا تقتير ، كما تقول : فلان يعطي بغير حساب ، كأنه لا يحسب ما يعطي.
وأنت القادر على انتزاع الملك من العجم إلى العرب ، والنّبوة من بني إسرائيل إلى العرب.
فقه الحياة أو الأحكام :
دلّت الآيات على أن الله تعالى صاحب السلطان المطلق ، والقدرة الشاملة ، والإرادة والمشيئة العليا ، بيده الخير والشّر خلقا وتقديرا ، لا كسبا ، فالخير منه مطلقا ، والشّر لا ينسب إليه أدبا ، وإنما ينسب لفاعله.
وإنّ النّبوة والملك والرّزق بيده تعالى ، يمنحها بحسب الإرادة ومقتضى الحكمة البالغة ، والحجة التامة.
وإنّ إدخال الليل بالنهار وإدخال النهار بالليل دليل على كروية الأرض ودورانها ؛ لأن تعاقب الليل والنهار ، وتفاوت مقدارهما بحسب الفصول والأزمنة والأمكنة يشير إلى الكروية والدوران.
ويخرج الله الحيّ من الميّت ، والميّت من الحيّ بكلّ من المعنى المادي والمعنوي المتقدم. وإنعامه عام يتولى من يشاء ، والرزق على الله مضمون ، يعطي منه ما يشاء ويمنع بمقتضى الحكمة والإرادة والمشيئة.
روى الطبراني عن ابن عباس عن النّبي صلىاللهعليهوسلم قال : «اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب : في هذه الآية من آل عمران : (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ ، وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)».