تعالى ، وأنه القادر على إنفاذه ، ولا يعجزه شيء عنه. وهذا تهديد شديد على المخالفة.
وإلى الله مرجع الخلق وجزاؤهم ، فيحاسب كل امرئ بما عمل ، ويجازيه بما فعل.
ثم بيّن تعالى سعة علمه بالمخلوقات ، فإن تخفوا ما صدوركم وتكتموه ، أو تبدوه وتظهروه ، فالله يعلمه ويجازي عليه ، وهو يعلم كل شيء في السّموات والأرض ، ومنه الميل إلى الكفار أو البعد عنهم.
والله قدير على عقوبتكم ، فلا تعصوا نواهيه ، إذ ما من معصية ظاهرة أو خفية إلا يعلمها.
واحذروا يوم الآخرة الذي تجد فيه كل نفس ما عملت في الدّنيا من خير حاضرا لديها ، فتسرّ وتنعم بما عملت ، وتجد ما عملت من شرّ صغر أو كبر حاضرا أيضا ، فتساء وتندم ، وادّة أن يكون بينها وبين عملها بعد طويل ومسافة كبعد المشرقين.
ثم أكّد تعالى تحذيره ، فيحذركم الله عقابه وسخطه من ارتكاب المخالفات ، وعليكم ترجيح جانب الخير على الشّر. والله بهذا التحذير والتهديد رؤف بعباده ، إذ أنذرهم عاقبة أمرهم ، وعرّفهم جزاءهم ومصيرهم. قال الحسن البصري : ومن رأفته أن حذّرهم نفسه ، وعرّفهم كمال علمه وقدرته ؛ لأنهم إذا عرفوه حق المعرفة ، دعاهم ذلك إلى طلب رضاه ، واجتناب سخطه.
فقه الحياة أو الأحكام :
١ ـ دلّت الآية على تحريم الاطمئنان إلى الكفار أو الثقة بهم والرّكون إليهم في أمر عام ، والتّجسس لهم ، واطّلاعهم على أسرار المسلمين الخاصة بمصلحة