الإعراب :
(وَلا يَأْمُرَكُمْ) على قراءة النصب معطوف على (أَنْ يُؤْتِيَهُ) أو على (ثُمَّ يَقُولَ) وضميره وهو «كم» للبشر. وعلى قراءة الرفع على الاستئناف والاقتطاع مما قبله ، وتكون (لا) بمعنى «ليس» والضمير المرفوع في (يَأْمُرَكُمْ) لله تعالى.
البلاغة :
يوجد طباق بين لفظ (بِالْكُفْرِ) و (مُسْلِمُونَ).
(لا يَأْمُرَكُمْ) الهمزة للاستفهام الإنكاري أي لا ينبغي له.
المفردات اللغوية :
(لِبَشَرٍ) إنسان ذكرا أو أنثى ، واحدا أو جمعا. (وَالْحُكْمَ) الحكمة وهي فقه الشريعة وفهم القرآن ، وذلك يوجب العمل به. (عِباداً) مفرده عبد بمعنى عابد. (رَبَّانِيِّينَ) واحده رباني : منسوب إلى الرب ؛ لأنه عالم به مواظب على طاعته ، مثل : رجل إلهي. فالمراد بالربانيين : هم العلماء الفقهاء العاملون المنسوبون إلى الرب. قال محمد بن الحنفية حين مات ابن عباس : «اليوم مات ربانيّ هذه الأمة». (تَدْرُسُونَ) تقرؤون الكتاب.
سبب النزول :
أخرج ابن إسحاق والبيهقي عن ابن عباس قال : قال أبو رافع القرظي حين اجتمعت الأحبار من اليهود والنصارى من أهل نجران عند رسول الله ، ودعاهم إلى الإسلام : أتريد يا محمد أن نعبدك كما تعبد النصارى عيسى؟ قال : معاذ الله ، فأنزل الله في ذلك : (ما كانَ لِبَشَرٍ) إلى قوله : (بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).
وأخرج عبد الرزاق في تفسيره عن الحسن البصري قال : بلغني أن رجلا قال : يا رسول الله ، نسلّم عليك ، كما يسلم بعضنا على بعض ، أفلا نسجد لك؟ قال : لا ، ولكن أكرموا نبيكم ، واعرفوا الحق لأهله ، فإنه لا ينبغي أن يسجد لأحد من دون الله ، فأنزل الله : (ما كانَ لِبَشَرٍ) إلى قوله : (بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).