فقه الحياة أو الأحكام :
أخذ الله تعالى ميثاق الأنبياء أن يصدق بعضهم بعضا ، ويأمر بعضهم بعضا ، فذلك معنى النصرة بالتصديق ، ومن بنود الميثاق : أن يؤمنوا بمحمد عليه الصلاة والسلام وينصروه إن أدركوه ، وأمرهم أن يأخذوا بذلك الميثاق على أممهم.
ثم جاءهم الرسول محمد صلىاللهعليهوسلم ، فما عليهم إلا أن يؤمنوا برسالته ويؤيدوا دعوته ، تنفيذا للميثاق العظيم على الأنبياء ، إن كانوا من أتباعهم ، ووفاء بالعهد المؤكد ، ولأنه مصدّق لرسالات الأنبياء السابقين ؛ لأن أخذ الميثاق في معنى الاستحلاف ، وهم قد شهدوا على بعضهم بموجب الميثاق وشهد الله عليهم جميعا به.
ومن لم يؤت الكتاب فهو في حكم من أوتي الكتاب.
ومن أعرض عن اتباع رسالة الإسلام التي جاء بها محمد صلىاللهعليهوسلم ، وتولى من أمم الأنبياء أو من غير أممهم عن الإيمان بوحدانية الله وبصدق رسالة خاتم الأنبياء ، بعد أخذ الميثاق ، فأولئك هم الخارجون عن دائرة الإيمان ، المصنّفون مع الكفار المتمردين عن طاعة الله.
أهم يطلبون غير دين الله؟! وقد خضع لحكمه أهل السموات والأرض ، وكل مخلوق هو منقاد مستسلم ؛ لأنه مجبول على ما لا يقدر أن يخرج عنه.
قال الكلبي : إن كعب بن الأشرف وأصحابه اختصموا مع النصارى إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فقالوا : أيّنا أحق بدين إبراهيم؟ فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «كلا الفريقين بريء من دينه» فقالوا : ما نرضى بقضائك ولا نأخذ بدينك ، فنزل : (أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ) يعني : يطلبون.