يَعْدِلُونَ فكان ردّاً على مشركي العرب الذين قالوا إنّ أوثاننا آلهة.
(٢) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ أي ابتدأ خلقكم منه ثُمَّ قَضى أَجَلاً كتب وقدّر أجلاً محتوماً لموتكم لا يتقدم ولا يتأخر وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ لموتكم أيضاً يمحوه ويثبت غيره لحكمة الصدقة والدّعاءِ وصلة الرحم وغيرها ممّا يحقق الخوف والرّجاء ولوازم العبودية فان بها وبأضدادها يزيد العمر وينقص وفيه سرّ البداءِ وقد بيّناه في كتابنا المسمّى بالوافي مستوفى في الكافي عن الباقر عليه السلام في تفسيرها قال : أجلان أجل محتوم وأجل موقوف.
والقمّيّ عن الصادق عليه السلام : الأجل المقضيّ هو المحتوم الذي قضاه الله وحتمه والمسمّى هو الذي فيه البداء يقدم ما يشاء ويؤخّر ما يشاء والمحتوم ليس فيه تقديم ولا تأخير ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ تشكّون فيه وفي بعثه إيّاكم استبعاد لأمترائهم بعد ما ثبت أنّه خالقهم وخالق أصولهم ومحييهم إلى آجالهم فانّ من قدر على خلق الأصول وجمعها وإبداع الحيوة فيها وابقائها ما يشاء وتوقيفهم في الأجل بعد حتمه إيّاه في الخوف والرّجاءِ بعد قضائه الأمر كان حقيقاً بأن يعبد وكان أقدر على جمع الأصول وإحيائها ثانياً فالآية الأولى دليل التوحيد والثانية دليل التوحيد والبعث جميعاً.
(٣) وَهُوَ اللهُ فِي السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ هو المعبود فيهما والمعروف بالإِلهية والوحدانية مثل قوله وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ في التوحيد عن الصادق عليه السلام : في هذه الآية كذلك هو في كلّ مكان قيل بذاته قال ويحك الأماكن أقدار فإذا قلت في مكان بذاته لزمك ان تقول في أقدار وغير ذلك ولكن هو باين من خلقه محيط بما خلق علماً وقدرةً واحاطةً وسلطاناً وليس علمه بما في الأرض بأقل مِمّا في السّماءِ لا يبعد عنه شيء والأشياء عنده سواء علماً وقدرة وسلطاناً وملكاً واحاطةً يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ.
القمّيّ قال السّرّ ما أسرّ في نفسه والجهر ما أظهره وَيَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ من خير وشر فيثيب عليه ويعاقب.
(٤) وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ تاركين النّظر