عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ ولخلطنا عليهم ما يخلطُون على أنفسهم فيقولون ما هذا إِلَّا بَشَرٌ* مثلنا وكذّبوُه كما كَذّبُوك في تفسير الإمام عليه السلام في سورة البقرة.
وفي الإحتجاج عنه عليه السلام قال : قلت لأبي عليّ بن محمّد عليهما السلام هل كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم يناظِرُ اليهود والمشركين إذا عاتبوه ويحاجّهم قال مراراً كثيرة إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم كان قاعداً ذات يوم بفناءِ الكعبة إذ ابتدأ عبد الله بن أبي أميّة المخزوميّ فقال يا محمّد لقد ادّعيت دعوىً عظيمة وقلت مقالاً هائلاً زعمت أنّك رسول ربّ العالمين وما ينبغي لربّ العالمين وخالق الخلق أجمعين أن يكون مثلك رسوله بشراً مثلنا ولو كنت نبيّاً لكان معك ملك يصدّقك ونشاهده بل لو أراد الله أن يبعث إلينا نبيّاً لكان إنّما يبعث إلينا ملكاً لا بشراً مثلنا ما أنت يا محمّد الّا مسحوراً ولست بنبيّ فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم اللهم أنت السّامع لكل صوت والعالم بكلّ شيء تعلم ما قاله عبادك فأنزل عليه يا محمّد وَقالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ إلى قوله تعالى وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ ثم قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم وأمّا قولك لي ولو كنت نبيّاً لكان معك ملك يصدّقك ونشاهده بل لو أراد أن يبعث إلينا نبيّاً لكان إنّما يبعث إلينا ملكاً لا بشراً مثلنا فالملك لم تشاهده حواسّكم لأنّه من جنس هذا الهواءِ لا عيان منه ولو شاهدتموه بأن يزاد في قوى أبصاركم لقلتم ليس هذا ملكاً بل هذا بشر لأنّه إنّما كان يظهر لكم بصورة البشر الذي الفتمُوه لتفهموا عنه مقالته وتعرفوا خطابه ومراده فكيف كنتم تعلمون صدق الملك وانّ ما يقوله حقّ بل إنّما بعث الله بشراً رسولاً وأظهر على يده المعجزات التي ليست في طبائع البشر الذين قد علمتم ضمائر قلوبكم فتعلمون بعجزكم عمّا جاء به إنّه معجزة وانّ ذلك شهادة من الله بالصّدق له ولو ظهر لكم ملك وظهر على يده ما يعجز عنه البشر لم يكن في ذلك ما يدلكم إنّ ذلك ليس في طبائع سائر أجناسه من الملائكة حتّى يصير ذلك معجزاً الا ترون أنّ الطّيور التي تطير ليس ذلك منها بمعجز لأنّ لها أجناساً يقع منها مثل طيرانها ولو أنّ آدميّاً طار كطيرانها كان ذلك معجزاً فالله عزّ وجلّ سهّل عليكم الأمر وجعله مثلكم بحيث يقوم عليكم حجّته وأنتم تقترحون عمل الصّعب الذي لا