الظلمات يعني ولاية غير الأئمّة عليهم السلام.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام في حديث قال : الله تعالى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ* فالحيّ المؤمن الذي يخرج طينته من طينة الكافر والميّت الذي يخرج من الحيّ هو الكافر الذي يخرج من طينة المؤمن فالحي المؤمن والميّت الكافر وذلك قوله عزّ وجلّ أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ فكان موته اختلاط طينته مع طينة الكافر وكان حيوته حين فرق الله بينهما بكلمته كذلك يخرج الله عزّ وجلّ المؤمن في الميلاد من الظلمة بعد دخوله فيها إلى النور ويخرج الكافر من النور الى الظلمة بعد دخوله الى النور وذلك قوله عزّ وجلّ لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْكافِرِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ.
في المجمع عن الباقر عليه السلام : أنّ الآية نزلت في عمّار بن ياسر وأبي جهل.
(١٢٣) وَكَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها لِيَمْكُرُوا فِيها أي كما جعلنا في مكّة والمعنى خليّناهم وشأنهم ليمكروا ولم نكفّهم عن المكر وانّما خصّ الأكابر لأنّهم أقوى على استتباع الناس والمكر بهم وَما يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ لأنّ وباله يحيق (١) بِهِم وَما يَشْعُرُونَ ذلك.
(١٢٤) وَإِذا جاءَتْهُمْ آيَةٌ قالُوا القمّيّ قال الأكابر لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللهِ روى : أنّ أبا جهل قال زاحمنا (٢) بنو عبد مناف في الشرف حتّى إذا صرنا كفرسي رهان قالوا منَّا نبيّ يوحى إليه والله لا نرضى به ولا نَتبعه أبداً إلّا أن يأتينا وحي كما يأتيه فنزلت ونحوه قوله عزّ وجلّ بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى
__________________
(١) قوله تعالى وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ أي أحاط بهم وحلّ يقال حاق بهم العذاب حيقاً إذا نزل والحيق نزول البلاء.
(٢) قوله لع تزاحمنا أي ضايقنا الأمر عليهم من كلّ وجه ولم نقصر عنهم في شرف حتّى صرنا كالفرسين المتسابقين في ميدان الاستباق يهم في سبق كل منهما على الآخر فلا نسلم أبداً لهم شرفاً لا يكون مثله لنا فلا نؤمن بالآيات المنزلة فيهم إلا أن ينزل مثلها فينا حتّى لا نقصر عنهم.