على وجه كل مؤمن فينطبع فيه هذا مؤمن حقّاً وتضعه على وجه كل كافر فينكت هذا كافر حقّاً حتّى أنّ المؤمن لينادي الويل لك يا كافر وانّ الكافر لينادي طوبى لك يا مؤمن وددت أنّي كنت مثلك فأفوز فوزاً عظيماً ثمّ ترفع الدابّة رأسها فيراها من بين الخافقين (١) بإذن الله جلّ جلاله وذلك بعد طلوع الشّمس من مغربها فعند ذلك ترفع التوبة فلا تقبل توبة ولا عمل يرفع ولا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً ثمّ فسّر صعصعة راوي هذا الحديث طلوع الشمس من مغربها بخروج القائم عليه السلام قُلِ انْتَظِرُوا (٢) إِنَّا مُنْتَظِرُونَ وعيد لهم وتهديد أي انْتَظِرُوا إتيان أحد الثلاثة إِنَّا مُنْتَظِرُونَ له وحينئذ لنا الفوز ولكم الويل.
(١٥٩) إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ بددوه (٣) فآمنوا ببعض وكفروا ببعض وافترقوا فيه وقرئ فارقوا أي باينوا ونسبها في المجمع الى أمير المؤمنين عليه السلام.
والعيّاشيّ عن الصادق عليه السلام قال : كان عليّ عليه السلام يقرؤها فارقوا دينهم قال فارق والله القوم وَكانُوا شِيَعاً فرقاً يشيع كل فرقة اماماً.
في المجمع عن الباقر عليه السلام : أنّهم أهل الضّلال وأصحاب الشبهات والبدع من هذه الأمّة.
والقمّيّ قال : فارقوا أمير المؤمنين عليه السلام وصاروا أحزاباً.
وعن الصادق عليه السلام : في هذه الآية فارق القوم والله دِينَهُمْ.
وفي الحديث النبوي : ستفرق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة وهي التي تتبع وصيّي عليّاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ قيل أي من السؤال عنهم وعن
__________________
(١) الخافقان جانبا الجو من المشرق الى المغرب والخافقان السّماء والأرض.
(٢) قوله تعالى قُلِ انْتَظِرُوا أي إتيان الملائكة ووقوع هذه الآيات إِنَّا مُنْتَظِرُونَ بكم وقوعها في هذه الآية حث على المسارعة إلى الإيمان والطاعة قبل الحال التي لا يقبل فيها التوبة وفيها أيضاً حجة على من يقول إنّ الإيمان اسم لأداء الواجبات أو للطاعات فإنّه سبحانه قد صرّح فيها بان اكتساب الخيرات غير الإيمان المجرد لعطفه سبحانه كسب الخيرات وهي الطاعات في الإيمان على الإيمان فكأنّه قال لا ينفع نفساً لم تؤمن قبل ذلك اليوم وكذا لا ينفع نفساً لم تكن كاسبةً خيراً في إيمانها قبل ذلك كسبها الخيرات ذلك اليوم.
(٣) بددت الشيء بدّاً من باب قتل فرقته واستعمل مبالغة وتكثيراً وبدد الله عظامه يوم القيامة فرقها.