(٤٧) وَإِذا صُرِفَتْ أَبْصارُهُمْ تِلْقاءَ أَصْحابِ النَّارِ قالُوا تَعوُّذاً بالله رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ أي في النار.
وفي المجمَع : أنّ في قراءة الصادق عليه السلام قالوا ربّنا عائذاً بك ان تجعلنا مع القوم الظالمين.
(٤٨) وَنادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ أي الأئمة رِجالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ من رؤساء الكفّار قالُوا ما أَغْنى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ في الدنيا وَما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ عن الحق.
(٤٩) أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لا يَنالُهُمُ اللهُ بِرَحْمَةٍ من تتمة قول الأئمة للرجال والإِشارة إلى شيعتهم الذين كانوا معهم على الأعراف الذين كانت الكفرة يحتقرونهم في الدنيا ويحلفون أنّ الله لا يدخلهم الجنّة ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ أي فالتفتوا إلى أصحابهم وقالوا لهم ادخلوها لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ.
في الجوامع عن الصادق عليه السلام : الْأَعْرافِ كثبان بين الجنّة والنّار يوقف عليها كل نبيّ وكلّ خليفة نبيّ مع المذنبين من أهل زمانه كما يقف صاحب الجيش مع الضعفاء من جنده وقد سبق المحسنون الى الجنة فيقول ذلك الخليفة للمذنبين الواقفين معه انظروا الى إخوانكم المحسنين قد سبقوا الى الجنة فيسلم عليهم المذنبون وذلك قوله سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوها وَهُمْ يَطْمَعُونَ أن يدخلهم الله إيّاها بشفاعة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم والإمام عليه السلام وينظر هؤلاء إلى أهل النار فيقولون رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ.
وينادي أَصْحابُ الْأَعْرافِ وهم الأنبياء والخلفاء رِجالاً من أهل النار ورؤساء الكفّار يقولون لهم مقرّعين ما أَغْنى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ واستكباركم أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لا يَنالُهُمُ اللهُ بِرَحْمَةٍ إشارة لهم إلى أهل الجنة الذين كان الرؤساء يستضعفونهم ويحتقرونهن بفقرهم ويستطيلون عليهم بدنياهم ويقسمون أنّ الله لا يدخلهم الجنّة ادْخُلُوا الْجَنَّةَ يقول أصحاب الأعراف لهؤلاء المستضعفين عن أمر من أمر الله عزّ وجلّ لهم بذلك ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ أي لا خائفين ولا محزونين.