السلام : لم تره العيون بمشاهدة الأبصار (١) ولكن رأته القلوب بحقائق الإِيمان لا يعرف بالقياس ولا يدرك بالحواس ولا يشبه بالناس موصوف بالآيات معروف بالعلامات وقال عليه السلام : لم اعبد ربّاً لم أره.
وفي التوحيد عن الصادق عليه السلام : أنّه سئل عن الله عزّ وجلّ هل يراهُ المؤمنون يوم القيامة قال نعم وقد رأوه قبل يوم القيامة فقيل متى قال حين قال لهم أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى ثم سكت ساعة ثمّ قال وإنّ المؤمنين ليرونه في الدنيا قبل يوم القيامة ألست تراه في وقتك هذا قيل فأحدّث بها عنك فقال لا فانّك إذا حدّثت به فأنكره منكر جاهل بمعنى ما تقوله ثمّ قدر انّ ذلك تشبيه كفر وليست الرؤية بالقلب كالرؤية بالعين تعالى الله عمّا يصفه المشبهون والملحدُونَ.
(١٤٤) قالَ يا مُوسى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ اخترتك عَلَى النَّاسِ أي الذين في زمانك وهرون وإن كان نبيّاً كان مأموراً باتباعه ولم يكن كليماً ولا صاحب شرع بِرِسالاتِي يعني أسفار التوراة وقرء برسالتي وَبِكَلامِي وبتكليمي إيّاك فَخُذْ ما آتَيْتُكَ ما أعطيتك من الرسالة وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ على النعمة فيه.
روي أن سؤال الرؤية كان يوم عرفة وإعطاء التوراة يوم النحر.
في الكافي عن الصادق عليه السلام قال : أوحى الله تعالى إلى موسى ان يا موسى تدري لما اصْطَفَيْتُكَ بكلامي دون خلقي قال ربّ ولم ذاك قال فأوحى الله تعالى إليه يا موسى اني قلبت عبادي ظهراً لبطن فلم أجد فيهم أحداً أذلّ لي نفساً منك يا موسى إنّك إذاً صليت وضعت خدّك على التراب أو قال على الأرض.
(١٤٥) وفي العلل عنه عليه السلام : ما يقرب منه وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وما يحتاجون إليه من أمر الدين مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ وكانت زبرجدة من الجنة كما رواه.
__________________
(١) بالكسر على المصدر في مقابلة الإيمان وفي توحيد الصّدوق العيان مكان الأبصار وحقايق الايمان أركانه من التصديق بالله وبوحدانيته واعتبارات أسمائه وصفاته عزّ وجلّ ولرؤية الله سبحانه بالقلوب مراتب بحسب درجات الإيمان قوةً وضعفاً.