العيّاشيّ عن الصادق عليه السلام وفي البصائر عن أمير المؤمنين عليه السلام : أنّها كانت من زمرّد أخضر فَخُذْها بِقُوَّةٍ بجدّ وعزيمة القمّيّ أي قوة القلب وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها بأحسن ما فيها كالصبر والعفو بالإِضافة الى الانتقام والاقتصاص وهو مثل قوله تعالى وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وقوله فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ سَأُرِيكُمْ دارَ الْفاسِقِينَ منازل القرون الماضية المخالفة لأمر الله الخارجة عن طاعة الله ليعتبروا ، العيّاشيّ عن الصادق عليه السلام : في الجفر أنّ الله عزّ وجلّ لما أنزل الألواح على موسى أنزلها عليه وفيها تبيان كل شيء كان أو هو كائن إلى أن تقوم الساعة فلما انقضت أيام موسى أوحى الله إليه أن استودع الألواح وهي زبرجدة من الجنة جبلاً يقال له زينة فأتى موسى الجبل فانشق له الجبل فجعل فيه الألواح ملفوفة فلما جعلها فيه انطبق الجبل عليها فلم تزل في الجبل حتّى بعث الله نبيه صلّى الله عليه وآله وسلم فأقبل ركب من اليمن يريدون الرسول.
فلما انتهوا الى الجبل انفرج الجبل وخرجت الألواح ملفوفة كما وضعها موسى فأخذها القوم فلما وقعت في أيديهم القى في قلوبهم أن لا ينظروا إليها وهابوها حتّى يأتوا بها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم فأنزل الله جبرئيل على نبيّه صلّى الله عليه وآله وسلم فأخبره بأمر القوم بالذي أصابوه فلما قدموا على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم وسلموا عليه ابتدأهم فسألهم عمّا وجدوا فقالوا وما علمك بما وجدنا قال أخبرني به ربّي وهو الألواح قالوا نشهد أنّك لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلَّم فأخرجوها فوضعوها إليه فنظر إليها وقرأها وكانت بالعبراني.
ثمّ دعا أمير المؤمنين عليه السلام فقال دونك هذه ففيها علم الأولين والآخرين وهي ألواح موسى وقد أمرني ربّي أن أدفعها إليك فقال لست أحسن قرائتها قال إنّ جبرئيل أمرني أن آمرك أن تضعها تحت رأسك ليلتك هذه فإنك تصبح وقد علمت قرائتها قال فجعلها تحت رأسه فأصبح وقد علمه الله كلّ شيء فيها فأمر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم بنسخها فنسخها في جلد وهو الجفر وفيه علم الأولين والآخرين وهو عندنا والألواح عندنا وعصا موسى عندنا ونحن ورثنا النّبيين أجمعين.