من غير كلفة وتسهّل ولا تطلب ما يشقّ عليهم ولا تداقّهم واقبل الميسور منهم ونحوه قوله يسرّوا ولا تعسّروا من الْعَفْوَ الذي هو ضدّ الجهد.
العيّاشيّ عن الصادق عليه السلام : أنّ الله أدّب رسوله صلّى الله عليه وآله وسلم بذلك أي خذ منهم ما ظهر وما تيسر قال والعفو الوسط.
وفي الفقيه عن أمير المؤمنين عليه السلام : أنّه قال لرجل من ثقيف ايّاك أن تضرب مسلماً أو يهوديّاً أو نصرانيّاً في درهم خراج أو تبيع دابة عمل في درهم فانا أمرنا أن نأخذ منه العفو وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ بالمعروف الجميل من الأفعال والحميد من الأخلاق وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ ولا تمار (١) السفهاء ولا تكافأهم بمثل سفههم.
في المجمع روي : أنّه لما نزلت هذه الآية سأل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم جبرئيل عن ذلك فقال لا أدري حتّى اسأل العالم ثمّ أتاه فقال يا محمّد إنّ الله يأمرك أن تعفو عمّن ظلمك وتعطي من حرمك وتصل من قطعك.
وفي الجوامع عن الصادق عليه السلام : أمر الله نبيّه بمكارم الأخلاق وليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق منها.
وفي العيون عن الرضا عليه السلام : أنّ الله أمر نبيّه بمداراة الناس فقال خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ.
(٢٠٠) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ ينخسنّك (٢) منه نخس في القلب يوسوسك على خلاف ما أمرت به كاعتراء غضب والنّزغ والنّسغ والنخس والغرز بمعنى شبّه وسوسة الناس إغراء لهم على المعاصي وإزعاجاً بغرز السايق ما يسوقه.
في المجمع لما نزلت الآية السابقة قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم : كيف يا ربّ والغضب فنزلت فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ يسمع استعاذتك عَلِيمٌ بما فيه صلاح أمرك.
__________________
(١) الممارة المجادلة.
(٢) نخس الدابّة كنصر وجعل غرز مؤخرها أو جنبها بعود ونحوه أصل النخس الدّفع والحركة.