والقمّيّ عن الصادق عليه السلام : أن أعمال العباد تعرض على رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم كل صباح أبرارها وفجّارها فاحذروا وليستحي أحدكم أن يعرض على نبيّه العمل القبيحَ.
وعنه عليه السلام والعيّاشيّ عن الباقر عليه السلام : ما من مؤمن يموت أو كافر يوضع في قبره حتّى يعرض عمله على رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم وعلى أمير المؤمنين عليه السلام وهلّم جزّاً إلى آخر من فرض الله طاعته على العباد فذلك قوله وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ بالموت فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ بالمجازاة.
(١٠٦) وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ مؤخّرون أي موقوف أمرهم من ارجأته إذا أخّرته وقرئ مرجون بالواو وهو بمعناه (١) لِأَمْرِ اللهِ في شأنهم إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بأحوالهم حَكِيمٌ فيما يفعل بهم.
في الكافي والعيّاشيّ عن الباقر عليه السلام والقمّيّ عن الصادق عليه السلام : في هذه الآية قوم كانوا مشركين فقتلوا مثل حمزة وجعفر وأشباههما من المؤمنين ثمّ أنّهم دخلوا في الإسلام فوحّدوا الله وتركوا الشّرك ولم يعرفوا الإيمان بقلوبهم فيكونوا من المؤمنين فتجب لهم الجنّة ولم يكونوا على جحودهم فيكفروا فتجب لهم النّار فهم على تلك الحال إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ.
(١٠٧) وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً وقرئ الذين بدون الواو لأنّه قصّة برأسها.
في الجوامع روي : أنّ بني عمرو بن عوف لمّا بنوا مسجد قباء (٢) وصلىّ فيه رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم حسدتهم إخوتهم بنو غنم بن عوف وقالوا نبني مسجداً نصليِّ فيه ولا نحضر جماعة محمّد صلىَّ الله عليه وآله وسلم فبنوا مسجداً إلى جنب
__________________
(١) قال الأزهري الأرجاء يهمّز ولا يهمّز يقال أرجأت الأمر وأرجيته.
(٢) هو بضم القاف يقصر ويمدّ ولا يصرف ويذكّر ويؤنّث موضع بقرب المدينة المشرّفة من جهة الجنوب نحواً من ميلين وهو المسجد الذي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ م.