بنت أبي سفيان تحب عبد الله فكتب رسول الله صلىّ الله عليه وآله وسلم الى النجاشيّ يخطب أم حبيب فبعث إليها النجاشيّ فخطبها لرسُول الله صلىّ الله عليه وآله وسلم فأجابته فخطبها فزوّجها منه وأصدقها أربعمائة دينار وساقها عن رسول الله صلىّ الله عليه وآله وسلم وبعث إليها بثياب وطيب كثير وجهزها وبعثها إلى رسول الله صلىّ الله عليه وآله وسلم وبعث إليه بمارية القبطية أمّ إبراهيم وبعث إليه بثياب وطيب وفرس وبعث ثلاثين رجلاً من القسيسين فقال لهم انظروا الى كلامه والى مقعده ومشربه ومصلاه فلما وافوا المدينة دعاهم رسول الله صلىّ الله عليه وآله وسلم إلى الإِسلام وقرء عليهمُ القرآن وإِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى والِدَتِكَ إلى قوله فَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ فلما سمعوا ذلك من رسول الله صلىّ الله عليه وآله وسلم بكوا وآمنوا ورجعُوا الى النجاشيّ وأخبروه خبر رسول الله صلىّ الله عليه وآله وسلم وقرءوا عليه ما قرأ عليهم فبكى النجاشيّ وبكى القسّيسون وأسلم النجاشيّ ولم يظهر للحبشة إسلامه وخافهم على نفسه وخرج من بلاد الحبشة يريدُ النّبي صلىّ الله عليه وآله وسلم فلّما عبر البحر توفى فأنزل الله على رسوله لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ إلى قوله وَذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ.
(٨٦) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ
(٨٧) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا لا تمنعوا أنفسكم طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ ما طاب منه ولذ وَلا تَعْتَدُوا عما حدّ اللهِ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ في المجمع والقمّيّ عن الصادق عليه السلام : نزلت هذه الآية في أمير المؤمنين عليه السلام وبلال وعثمان بن مظعون فأما أمير المؤمنين عليه السلام فحلَفَ أن لا ينام بالليل أبداً وأمّا بلال فانّه حَلَفَ أن لا يفطر بالنهار أبداً وأمّا عثمان (١) بن مظعون فانه حلف أن لا ينكح أبداً وزاد القمّيّ : فدخلت امرأة عثمان على عائشة وكانت امرأة جميلة فقالت عائشة مالي أراك متعطلة فقالت ولمن أتزيّن فو الله ما قربني زوجي منذ كذا وكذا فانّه قد ترهّب ولبس
__________________
(١) عثمان بن مظعون أوّل صحابي مات بالمدينة.