المسوح (١) وزهد في الدنيا فلما دخل رسول الله صلىّ الله عليه وآله وسلم أخبرته عائشة بذلك فخرج فنادى الصّلوة جامعه فاجتمع الناس فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال ما بال أقوام يحرّمون على أنفسهم الطّيّبات انّي أنام بالليل وأنكح وأفطر بالنهار فمن رغب عن سنّتي فليس مني فقام هؤلاء فقالوا يا رسول الله فقد حلفنا على ذلك فأنزل الله لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ الآية.
أقولُ : ليس في مثل هذا الخطاب والعتاب منقصة على المخاطب والمعاتب ان لم يكن محمدة نظيره قوله تعالى يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ وَاللهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ وقد ورد القرآن كله تقريع وباطنه تقريب.
وفي الإِحتجاج عن الحسن بن عليّ صلوات الله وسلامه عليهما في حديث : أنّه قال : لمعاوية وأصحابه أنشدكم بالله أتعلمون أن عليّاً عليه السلام أوّل من حرّم الشّهوات على نفسه من أصحاب رسول الله صلىّ الله عليه وآله وسلم فأنزل الله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ.
(٨٨) وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلالاً طَيِّباً مباحاً لذيذاً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ استدعاء الى التقوى بألطف الوجوه.
(٨٩) لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ مما يبدو من غير قصد في الكافي والفقيه والعيّاشيّ عن الصادق عليه السلام : هو قول الرجل لا والله وبلى والله ولا يعقد على شيء وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ بما وثقتم الأيمان عليه بالقصد والنية يعني إذا حنثتم فحذف للعلم به وقرء عقدتم بالتخفيف وعاقدتم فَكَفَّارَتُهُ فكفارة نكثه أي الفعلة التي تذهب إثمه وتستره إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ.
في المجمع عن الصادق عليه السلام : أنّه قرء أهاليكم أَوْ كِسْوَتُهُمْ في الكافي عنه عليه السلام : الوسط الخلّ والزّيتون وارفعه الخبز واللحم والصدقة مدّ من حنطة لكل
__________________
(١) المسح بالكسر فالسّكون واحد والمسوح ويعبّر عنه بالبلاس وهو كساء معروف.