(٩٦) أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعامُهُ مَتاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ ولسيارتكم يتزوّدنه قديداً (١) وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ ما دُمْتُمْ حُرُماً في الكافي عن الصادق عليه السلام : لا بأس أن يصيد المحرم السّمك ويأكل مالحه (٢) وطريه (٣) ويتزوّد وقال أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعامُهُ مَتاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ قال مالحه الذي يأكلون وفصّل ما بينهما كل طير يكون في الآجام (٤) يبيض في البّر ويفرخ في البّر فهو من صيد البّر وما كان من صيد البّر يكون في البّر ويبيض في البحر فهو من صيد البحر وعنه عليه السلام : كل شيء يكون أصله في البحر ويكون في البّر والبحرِ فلا ينبغي للمحرم أن يقتله فان قتله فعليه الجزاء كما قال الله تعالى وعن أحدهما عليهما السلام : قال لا يأكل المحرم طير الماءِ وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ.
(٩٧) جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً وقرء قيماً بغير الف لِلنَّاسِ لمعايشهم ومكاسبهم يستقيم به أمور دينهم ودنياهم يلوذ به الخائف ويأمن فيه الضعيف ويربح عنده التجار باجتماعهم عنده من سائر الأطراف ويغفر بقصده المذنب ويفوز حاجّه بالمثوبات.
في المجمع عن الصادق عليه السلام : من أتى هذا البيت يريد شيئاً في الدّنيا والآخرة أصابه والقمّيّ قال : ما دامت الكعبة قائمة ويحجّ النّاس إليها لم يهلكوا فإذا هدمت وتركوا الحجّ هلكوا وَالشَّهْرَ الْحَرامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ مضى تفسيرها ذلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ يعني إذا اطّلعتم على الحكمة في جعل الكعبة قياماً وما في الحجّ ومناسكه من الحكم علمتم أنّ الله يعلم الأشياءَ جميعاً وَأَنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ تعميم بعد تخصيص ومبالغة بعد اطلاق.
(٩٨) اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ وَأَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ وعيد ووعد لمن هتك محارمه ولمن حافظ عليها ، في التّوحيد عن الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام عن رسول الله صلىّ الله عليه وآله وسلم عن جبرئيل عليه السلام : قال : قال الله تعالى من
__________________
(١) القديد اللحم المقدّد أي المشرّح طولاً.
(٢) ملح السّمك والقدر طرح فيه الملح.
(٣) والطري الغضّ.
(٤) الأجمة محرّكة الشجر الكثير الملتف جمع أجم بالضم وبضمّتين وبالتحريك وآجام واجام وأجَمَات.