اختلفنا فيه فقال إنّ يوسف لمّا صار في الجبّ وأيس من الحياة قال اللهمّ إن كانت الخطايا والذنوب قد أخلقت وجهي عندك فلن ترفع لي إليك صوتاً ولن تستجيب لي دعوةً فانّي أسألك بحقّ الشيخ يعقوب عليه السلام فارحم ضعفه اجمع بيني وبينه فقد علمت رأفته علي وشوقي إليه.
القمّيّ : فحملوا يوسف إلى مصر وباعوه من عزيز مصر.
وفي العلل عن السّجّاد عليه السلام : أنّه سئل كم كان بين منزل يعقوب يومئذ وبين مصر فقال مسيرة اثني عشر يوماً.
وفي الكافي والإكمال عن الصادق عليه السلام في حديث يذكر فيه يوسف : وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوماً قال : ولقد سار يعقوب وولده عند البشارة مسيرة تسعة أيّام من بدوهم إلى مصر.
(٢٠) وَقالَ (١) الَّذِي اشْتَراهُ مِنْ مِصْرَ قيل هو العزيز الذي كانَ على خزائن مصر وكان اسمه قطفير أو اظفير وكان الملك يومئذ ريّان بن الوليد العمليقي وقد آمن بيوسف ومات في حياته لِامْرَأَتِهِ وكان اسمها زليخا كما يأتي عن الهادي عليه السلام أَكْرِمِي مَثْواهُ اجعلي مقامه عندنا كريماً أي حسناً والمعنى أحسني تعهّده عَسى أَنْ يَنْفَعَنا في ضياعنا وأموالنا ونستظهر به في مصالحنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً نتبنّاه وذلك لما تفرّس منه الرّشد.
القمّيّ : ولم يكن له ولد فأكرموه وربّوه فلمّا بلغ أشدّه هَوَته امرأة العزيز وكانت لا تنظر إلى يوسف امرأة إلّا هوته ولا رجل إلّا أحبّه وكان وجهه مثل القمر ليلة البدر.
(٢١) وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ وَاللهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ لا يمنع ممّا يشاءُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ لطائف صنعه وانّ الأمر كلّه بيده.
__________________
(١) وتقدير الآية فحملوه الى مصر وباعوه وحذف ذلك للدلالة عليه.