قال على منبر الكوفة أيّها الناس أنّكم ستدعون إلى سبّي فسبّوني ثمّ تدعون إلى البراءة منّي فلا تبرأوا منّي فقال ما أكثر ما يكذب الناس على عليِّ عليه السلام.
قال إنّما قال أنّكم ستدعون إلى سبّي فسبّوني ثمّ تدعون إلى البراءة منّي وإنّي لعلى دين محمّد صلَّى الله عليه وآله وسلم ولم يقل لا تبرؤا منّي فقال له السائل أرأيت انِ أختار القتل دون البراءة فقال والله ما ذاك عليه وما له إلّا ما مضى عليه عمّار بن ياسر حيث أكره وقلبه مطمئنّ بالإِيمان فأنزل الله فيه إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ فقال له النبيّ صلَّى الله عليه وآله عندها يا عمّار إن عادوا فعد فقد أنزل الله عذرك وأمرك أن تعود إن عادوا.
والعيّاشي عن الباقر عليه السلام : مثله وعن الصادق عليه السلام : انه سئل مدّ الرقاب أحبّ إليك أم البراءة من عليّ عليه السلام فقال الرخصة أحبّ إليّ أما سمعت قول الله في عمار إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ.
(١٠٧) ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ بسبب أنّهم آثروها عليها وَأَنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ أي الكافرين في علمه إلى ما يوجب ثبات الإِيمان.
(١٠٨) أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ فامتنعت عن ادراك الحقّ وَأُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ الكاملون في الغفلة إذ غفلوا عن التّدبّر في عاقبة أمرهم.
(١٠٩) لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخاسِرُونَ إذ ضيّعوا أعمارهم بصرفها فيما أفضى إلى العذاب الدّائم.
العيّاشيّ عن الصادق عليه السلام : أنّ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم كان يدعو أصحابه فمن أراد الله به خيراً سمع وعرف ما يدعوه إليه ومن أراد به شرّاً طبع على قلبه فلا يسمع ولا يعقل وهو قوله تعالى أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ الآية.
(١١٠) ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا عذّبوا في الله وأكرهوا على الكفر فأعطوا بعض ما أريد منهم ليسلموا من شرّهم كعمّار وقرئ بفتح الفاءِ والتّاءِ ثُمَ