وفي المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله : انّ الله تعالى انزل من الجنّة خمسة انهار سيحون وهو نهر الهند وجيحون وهو نهر بلخ ودجلة والفرات وهما نهرا العراق والنيل وهو نهر مصر أنزلها الله من عين واحدة وأجراها في الأرض وجعل فيها منافع للنّاس في أصناف معايشهم فذلك قوله وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ الآية وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ بالإفساد أو التصعيد أو التعميق بحيث يتعذّر استنباطه لَقادِرُونَ كما كنّا قادرين على انزاله قيل في تنكير ذهاب إيماء الى كثرة طرقه ومبالغة في الإيعاد به.
(١٩) فَأَنْشَأْنا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ لَكُمْ فِيها فَواكِهُ كَثِيرَةٌ تتفكهون بها وَمِنْها تَأْكُلُونَ تغذّياً.
(٢٠) وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ وقرء بكسر السّين تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ أي تنبت بالشّيء الجامع بين كونه دهنا يدهّن به ويسرج منه وكونه اداماً يصبغ فيه الخبز اي يغمس فيه للايتدام وقرء تنبت من أنبت بمعنى نبت.
القمّيّ قال شجرة الزّيتون وهو مثل رسول الله صلّى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام فالطّور الجبل وسيناء الشجرة.
وفي المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله انّه قال : الزّيت شجرة مباركة فأتدموا به وادهنوا.
وفي التهذيب عن الباقر عليه السلام : كان في وصيّة أمير المؤمنين عليه السلام ان اخرجوني الى الظّهر فإذا تصوبت أقدامكم واستقبلتكم ريح فادفنوني فهو أوّل طور سيناء ففعلوا ذلك.
وعن الصادق عليه السلام قد ذكر الغرّى قال : وهي قطعة من الجبل الّذي كلّم الله عليه موسى تكليماً وقدّس عليه عيسى (ع) تقديساً واتّخذ عليه إبراهيم خليلاً واتّخذ محمّداً حبيباً وجعله للنبيّين عليهم السلام مسكناً فو الله ما سكن بعد أبويه الطّيبين آدم ونوح أكرم من أمير المؤمنين عليه السلام.
(٢١) وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً تعتبرون محالها نُسْقِيكُمْ وقرء بفتح النّون مِمَّا