فِي بُطُونِها من الألبان وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ كَثِيرَةٌ في ظهورها وأصوافها وشعورها وَمِنْها تَأْكُلُونَ
(٢٢) وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ في البرّ والبحر فانّ الإبل سفينة البرّ.
(٢٣) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ وقرء بالجرّ أَفَلا تَتَّقُونَ ا فلا تخافون ان يزيل عنكم نعمه.
(٢٤) فَقالَ الْمَلَأُ الأشراف الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لعوامهم ما هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ ان يطلب الفضل عليكم ويسودكم وَلَوْ شاءَ اللهُ أن يرسل رسولاً لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً رسلاً ما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ أي بالتّوحيد الَّذي يدعونا إليه.
(٢٥) إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ جنون ولأجله يقول ذلك فَتَرَبَّصُوا بِهِ فاحتملوا وانتظروا حَتَّى حِينٍ لعلّه يفيق من جنونه.
(٢٦) قالَ رَبِّ انْصُرْنِي عليهم باهلاكهم بِما كَذَّبُونِ بسبب تكذيبهم ايّاي.
(٢٧) فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا بحفظنا ان تحظى فيه أو يفسد عليك مفسدٌ وَوَحْيِنا وأمرنا وتعليمنا كيف تصنع فَإِذا جاءَ أَمْرُنا بنزول العذاب وَفارَ التَّنُّورُ في الجوامع روي : انّه قيل لنوح (ع) إذا رأيت الماء يفور من التنّور فاركب أنت ومن معك في السّفينة فلمّا نبع الماء من التنّور أخبرته امرأته فركب وقد سبق تمام القصّة في سورة هود (ع) فَاسْلُكْ فِيها فادخل فيها يقال سلك فيه وسلك غيره مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ الذكر والانثى وقرء كل بغير التنوين وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ بإهلاكه ولكفره وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا بالدّعاء بالإِنجاء إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ لا محالة.
(٢٨) فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ كقوله تعالى فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ.
(٢٩) وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً وقرء بفتح الميم وكسر الزّاى مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ