(٧٨) وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ لتحسّوا بهما ما نصب من الآيات وَالْأَفْئِدَةَ لتتفكّروا فيها وتستدلّوا بها إلى ير ذلك من المنافع قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ تشكرونها شكراً قليلاً لأنّ العمدة في شكرها استعمالها فيما خلقت لأجلها والإذعان لمنعمهما من غير اشراك.
(٧٩) وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ خلقكم وبثّكم فيها بالتناسل وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ تجمعون بعد تفرقتكم.
(٨٠) وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ أَفَلا تَعْقِلُونَ بالنظر والتأمّل انّ الكلّ منّا وانّ قدرتنا تعمّ كلّ شيء
(٨١) بَلْ قالُوا كفّار مكّة مِثْلَ ما قالَ الْأَوَّلُونَ
(٨٢) قالُوا أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ استبعاداً ولم يتأملوا انّهم كانوا قبل ذلك أيضاً تراباً فخلقوا.
(٨٣) لَقَدْ وُعِدْنا نَحْنُ وَآباؤُنا هذا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ الّا أكاذيبهم التي كتبوها جمع اسطور لأنّه يستعمل فيما يتلهّى به كالأعاجيب والأضاحيك وقيل جمع اسطار جمع سطر.
(٨٤) قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيها إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ.
(٨٥) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ لأنّ العقل الصريح اضطرهم بأدنى نظر بأنّه خالقها قُلْ بعد ما قالوه أَفَلا تَذَكَّرُونَ فتعلمون انّ من فطر الأرض ومن فيها ابتداءً قدر على إيجادها ثانياً وانّ بدء الخلق ليس بأهون من إعادته.
(٨٦) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ فانّها أعظم من ذلك.
(٨٧) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ وقرء بغير لام فيه وفيما بعده على ما يقتضيه لفظ السّؤال قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ عقابه فلا تشركوا به بعض مخلوقاته ولا تنكروا قدرته على بعض مقدوراته.