في طلبك وطلب أبيك يوم بدر ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : يا معشر الأنصار ، إنكم ستلقون بعدي أثره. قال معاوية : فما ذا قال؟ قال : قال «فاصبروا حتى تلقوني» قال فاصبر. قال : إذن نصبر. فقال عبد الرحمن بن حسان (١) :
أَلَا أبْلِغْ مُعَاوِيَةَ بْنَ حَرْبٍ |
|
أمِيرَ الظّالِمِينَ نَثَا كَلَامِى |
بِأَنّا صَابِرُونَ فَمُنْظِرُوكُمْ |
|
إلَى يَوْمِ التَّغَابُنِ وَالْخِصَامِ (٢) |
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم «من قرأ سورة يونس أعطى من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بيونس وكذب به ، وبعدد من غرق مع فرعون (٣)
__________________
(١) أخرجه إسحاق بن راهويه. ومن طريقه الحاكم والبيهقي عن عبد الرزاق عن معمر عن ابن عقيل أن معاوية لما قدم المدينة لقيه أبو قتادة الأنصارى : فقال معاوية تلقانا الناس كلهم غيركم يا معشر الأنصار فما يمنعكم أن تلقوني؟ قال : لم تكن لنا دواب. فقال معاوية : فأين النواضح. قال أبو قتادة. عقرناها في طلبك وطلب أبيك يوم بدر. ثم قال أبو قتادة : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أما إنكم سترون بعدي أثرة. قال معاوية : فما أمركم؟ قال : أمرنا أن نصبر حتى تلقاه. قال : فاصبروا حتى تلقوه. فقال عبد الرحمن بن حسان حين بلغه ذلك ـ فذكر البيتين. وقال : يا أمير المؤمنين.
(٢) لعبد الرحمن بن حسان ، حين دخل معاوية بن أبى سفيان بن حرب المدينة ، فتلقته الأنصار وتخلف أبو قتادة ، ثم دخل عليه فقال له : مالك تخلفت؟ فقال : لم يكن عندنا دواب. قال : فأين النواضح؟ قال : قطعناها في طلبك وطلب أبيك يوم بدر ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : يا معشر الأنصار ستلقون بعدي أثرة. قال معاوية ، فما ذا قال؟ قال : فاصبروا حتى تلقوني. قال : فاصبروا. قال : إذا نصبر. والثناء يقال للخير ، وقد يقال الشر. والنثا : خاص بالشر. وروى «نثا كلامى» ومنظروكم : ممهلوكم. أى أنت وقومك. والتغابن : ظهور الغبن العمال في تجارات الأعمال. والخصام : المخاصمة والمجادلة ، أى إلى يوم القيامة.
(٣) تقدم إسناده في آل عمران. ويأتى في آخر القرآن.