«وعاد من عاداه» (١) وكانت سبب إسلام عثمان بن مظعون.
(وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذا عاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ (٩١) وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)(٩٢)
عهد الله : هي البيعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام (إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ). (وَلا تَنْقُضُوا) أيمان البيعة (بَعْدَ تَوْكِيدِها) أى بعد توثيقها باسم الله. وأكد ووكد : لغتان فصيحتان ، والأصل الواو ، والهمزة بدل (كَفِيلاً) شاهداً ورقيباً ، لأن الكفيل
__________________
(١) هذا طرف من حديث غدير خم الوارد في فضل على بن أبى طالب رضى الله عنه. وقد أخرجه النسائي وابن حبان والحاكم من رواية الأعمش عن حبيب بن أبى ثابت عن الطفيل عن زيد بن أرقم. وفيه هذا اللفظ. ورواه النسائي أيضا من رواية شريك : قلت لأبى إسحاق : أسمعت البراء يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال يوم غدير خم «من كنت مولاه فعلى مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» قال : نعم. وأخرجه ابن أبى شيبة وأبو يعلى والبزار من وجه آخر عن شريك عن إدريس بن يزيد الأودي عن أبيه عن أبى هريرة وتابعه عكرمة بن إبراهيم عن إدريس عند الطبراني ، ورواه الطبري أيضا من طريق سليمان بن قوم عن أبى إسحاق عن حبشي بن جنادة. وأخرجه النسائي أيضا من طريق مهاجر بن مسمار عن عائشة بنت سعد عن أبيها أن النبي صلى الله عليه وسلم «أخذ بيد على يوم غدير خم فقال : من كنت وليه فهذا وليه. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» وأخرجه الحاكم من رواية مسلم الملائى عن حثمة بن عبد الرحمن عن سعد بن مالك نحوه وفي الباب عن ابن عمر أخرجه الطبراني من طريق عطية عنه والبزار من طريق جميل بن عمارة عن سالم عن أبيه وعن أنس وغيره أخرجه الطبراني في الصغير من رواية طلحة بن مصرف عن عميرة بن سعد قال : شهدت علياً على المنبر ناشد الصحابة : من سمعه يقول يوم غدير خم ما قال؟ فقام اثنا عشرة ، منهم أبو هريرة وأبو سعيد وأنس» وعن جرير أخرجه الطبراني مطولا : وعن طلحة أخرجه الحاكم من رواية رفاعة بن إياس العمى عن أبيه عن جده قال «كنا مع على يوم الجمل فبعث إلى طلحة فقال له : نشدتك الله ، ألم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ـ فذكره ، فقال : نعم. قال : فلم تقاتلني؟ قال : لم أذكره وانصرف طلحة» وعن جابر أخرجه أبو يعلى ، والطبراني في مسند الشاميين من طريق ابن لهيعة عن بكر بن سوادة عن قبيصة بن ذؤيب وأبى سلمة عن جابر ، وعن حذيفة بن أسيد أخرجه الطبراني وجمع ابن عقدة طرف حديث غدير خم. فأخرجه من رواية جماعة آخرين من الصحابة مع هؤلاء : منهم عمار بن ياسر ، والعباس وابنه ، والحسن بن على والحسين بن على ، وعبد الله بن جعفر ، وسلمان الفارسي ، وسمرة بن جندب ، وسلمة بن الأكوع ، وزيد بن حارثة. وأبو رافع ، وزيد بن ثابت الأنصارى ، ويعلى بن مرة وآخرون.