ويكون الإحساس بانفعالها فانْ كان بملائِم أو بمنافٍ كان لذَّة وألما بحسب ما يتأثّر. وقال فى الأدوية القَلبيّة (١٠) هى أيضا إدراك الحصول لكَمَال الخاصّ بالقوّة المدرِكَة.
وهى ادراكٌ ونَيلٌ لوصول ما هو عند المدرِك كمالٌ وخَيْرٌ من حيث هو كذلك. والألم ادراكٌ ونَيْلٌ لوصول ما هو عند المدرِك آفَةٌ وشَرّ. وقد يَختلف الخير والشّرّ بحسب القياس فالشّىء الذى هو عند الشّهوة خير ، فهو مِثْل المَطْعَم والملبس الملائم ، والذى هو عند الغضَب خير فهو الغَلَبة ، والذى هو عند العقل خير فتارةً باعتبار الحقّ وتارة باعتبار الجميل. ومن العقليّات نَيْلُ الشُّكر ووفور المدح والحمد والكرامة. وبالجملة فانّ هِمَم ذوى العقول فى ذلك مختلفة ، وكلّ خيرٍ بالقياس الى سَيء ما فهو الكمال الذى يختصّ به وبنحوه باستعداده الأوّل. وكلّ لذّة فانّها تتعلّق بأمرَين ، بكَمالٍ خَيْرِيّ وبإدراك له من حيث هو كذلك.
ولعلّ ظانّاً يظنّ أنّ الكَمال والخيرات ما لا يُلْتَذُّ به اللّذّة التى تُناسب مَبْلَغَه مثل الصّحّة والسّلامة فلا يُلتذّ بهما ما يُلْتَذّ بالحلو وغيره ، فجوابه بعد فَرْض التّسليم بصحّة أنّ الشَّرْط كان الحصول والشّعور جميعا ، فليس شَرطاً أنّ المُحَسّات اذا استقرّت لم يُشْعَر بها. على أنّ المريض والوَصيب يجد عند الثُّؤُوْب الى الحالة الطّبيعيّة مُغانَصة (١١) غير خفيّة ، وعند تمام الشّفاء يجد التّدريج لذّة عظيمة.
لذع :
اللَّذْع : حُرْقَة كحُرْقَة النّار أو مَسّ النّار وحِدَّتِها. ولَذَعَتْهُ النّارُ : لَفَحَتْهُ. ولَذَعَ