التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم ، نجد دائما أن الله سبحانه قد عبّر في كتابه الكريم عن السبح في الفضاء أو الارتفاع في السماء بكلمة معراج أو عرج ، وفي ذلك كشف هام».
إذن ، فالإسراء والمعراج سيبقى المعجزة الخالدة التي تتحدّى علم العلماء واكتشاف المكتشفين ، لأنها منتهى الاحتمال العقلي والنظري ، وستبقى تتحدث للعالم بمعطياتها الخارقة حتى تقوم الساعة ، كما ستبقى «آيتان من آيات الله في الآفاق ، وإشارة إلى قدرته المطلقة وانفراده وحده سبحانه بالخلق ، ولمس لجوانب الحقيقة العلمية التي تؤكّد ركوب الإنسان طبقا بعد طبق ، أو أطباقا متعددة المراحل ، وعلى البشر جميعا أن يعلموا أن كل ما وصل إليه الإنسان من وسائل الركوب ، ابتداء من الناقة إلى الطبق ، من صنع الله تعالى ، يتمثّل في قوله تعالى (وَخَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ) ، فإذا كانت الفلك تسبح في البحار فإن الأطباق والطائرات تسبح في الهواء ، وفوق المادة الكونية التي تتخلل الأجرام السماوية ، وبالقياس يمكن القول إن الفلك «السفن» ومثلها الطائرات وسفن الفضاء ، إنّها فلك هوائية تسبح في الهواء والفضاء سبحا هادئا كأنّها تطفو على صفحة الماء».
وهكذا تبقى المعجزة الخاصة الفردية للرّسول الكريم صلىاللهعليهوسلم ، تتحدّث لهذا العصر المغرور بمعلوماته ، وتكنولوجيته وفرضياته العلمية بمنطق الخارقية التي لا تصل إلى حافاتها أي قدرة إنسانية مهما وصلت في التقدم العلمي ، ومهما تطوّرت وسائل مواصلاتها وانتقالها ، وهذا يعني أن عصرنا له معجزته أيضا ، وله إعجازه ، وأن خاتم النبيين لم يمض ويدع العالم عند حدود معجزاته في زمنه ، بل لا زال يتحدث إليهم داعيا إلى الله بمعجزاته ، وسيبقى ما دام لا نبيّ بعده ، دليل الخلق إلى الله حتى قيام الساعة.