في الأمور المرتبطة بحركته الإرادية القادر من خلالها على تحريك الواقع ، وليس القضاء والقدر شيئا فوق إرادة الإنسان دائما ، بل هو كذلك في الأمور الكونية التي يتحرك بها النظام الكوني ، أو في الأمور الحادثة التي يتعرض لها من دون اختياره.
وهذا ما توحي به الآية الكريمة : (فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْباءُ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) فهي أنباء السوء الناتجة عن أعمالهم الشريرة ومواقفهم من الحق الذي جاءهم ، فاستهزأوا به وأنكروه ، فخسروا إيجابيات الحق في الدنيا ، وسيواجهون عقاب الله في الآخرة.
إنها الأنباء التي يتمخّض عنها الموقف السلبي ، وهي ليست أنباء سعيدة على كل حال.
وهذا هو منطق السنن الاجتماعية التاريخية في تقدير الله للكون والإنسان ، وهو الذي تتحرك فيه التجارب الإنسانية في الماضي والحاضر والمستقبل ، لأن ذلك لا يخضع لحدّ زمني معين ، بل هو خاضع للزمن كله ولحركة الحياة في عناصرها الحقيقية.
* * *
الإنسان وحركة القوة في كيانه
٢ ـ إن حركة القوة في كيان الإنسان لا تمثل الضمانة له في الحصول على الفرص السعيدة في القضايا التي يخوض تجربته فيها ويحصل على نتائجها ، بل إنها قد تدمّره إذا تحوّلت إلى حالة من الفوضى في الطغيان ، أو اهتزاز في التوازن ، أو امتداد في الغرور الذي يوحي بانتفاخ الشخصية في نظرة الإنسان المرضية لنفسه وتعامله مع غيره ؛ فإن مثل هذه الآثار السيئة في صورة الانحراف بما تمثله كلمة الذنوب في الأفكار والأعمال في الواقع الفكري والعملي ، لا بد من أن تنتهي إلى نهايات سلبية ، لأن القوة سوف ترتد عليه لتقتله عند ما تصبح طاقة مجنونة تتحرك بطريقة جنونية لتطبق عليه ،