قال العلاّمة محمّـدهادي الأميني : «عالم فاضل ، مجتهد جليل ، مؤلّف متتبّع ، محقّق ورع ، تقي صالح ، وكان من الثقات الأخيار المعروفين بالنسك والدين والورع» (١).
قال العلاّمة السـيّد محمّـدحسين الجلالي : «كان الشيخ آية في الزهد والورع والجَلد والمثابرة في سبيل إحياء تراث الشيعة» (٢).
* زهده والثقة به :
كان رحمه الله شديد المراعاة للتقوى ، وممّن لم يتّجه إلى الدنيا أو يبهره بريقها ، ويعظ ـ دوماً ـ غيره بتركها ، وكانت له صلة وصداقة خاصّة بالشيخ محمّـد علي الخراساني المعروف بالتقوى والورع ..
في أوّل اشتغاله بالعلوم الدينية كان يصل إليه أمر معاشه من قبل بعض من يعرفه ، ولم يقدم بنفسه لأخذ الراتب الشهري ، حتّى قام بعض أصدقائه بأخذه وإيصاله إليه.
وكان له بيت حقير جدّاً ، يعين فيه زوجته في أُمور البيت لمِا أصاب رجلها من وجعٍ أعجزها عن المشي.
وكان رحمه الله مولعاً بمساعدة الفقراء والضعفاء مع ما كان عليه من العسر في حياته.
ولأنّه كان يرى الدولة في زمانه غاصبةً كان يحترز عن كلّ ما تتدخّل فيه ، كالاتّصال بالكهرباء والخبز الحكومي الذي كان أرخص من غيره ، وكان يوصي غيره أيضاً باجتنابه ، ويقول : لو أمكنني ما استفدت من الماء الذي
____________
(١) معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام (٣ /) : ١٣٤٣.
(٢) فهرست مستنسخات الشيخ الهمداني ـ مخطوط : ١.