هذا الاعتراض الذي أخذه الدهلوي ، وقلّده الجهلة ، في مقام الجواب عن الاستدلال بحديث الغدير ، طرحه الرازي بتفسير (هي مولاكم) ؛ إذ قال ـ بعد ذكر قول أئمّة اللّغة بأنّ المعنى : «أوْلى بكم» :
«واعلم أنّ هذا الذي قالوه معنىً وليس بتفسيرٍ للّفظ ؛ لأنّه لو كان «مولى» و «أولى» بمعنى واحد في اللّغة ، لصحّ استعمال كلّ واحد منهما في مكان الآخر ، فكان يجب أن يصحّ أن يقال : هذا مولى من فلان ، كما يقال : هذا أوْلى من فلان ... ولمّا بطل ذلك ، علمنا أنّ الذي قالوه معنىً وليس بتفسـير» (١).
ولكنّه فـي كتاب نهاية العقـول عـدل عن ذلك ؛ إذ قال : «إنّ المولى لو كان يجيء بمعنى الأوْلى لصحّ أنْ يقرن بأحدهما كلّ ما يصحّ قرنه بالآخر ، لكنّه ليس كذلك ، فامتنع كون المولى بمعنى الأوْلى ... إنّه لا يقال : هو مولى من فلان ، كما يقال : هو أوْلى من فلان ...» ثمّ قال في نهاية كلامه : «وهذا الوجه فيه نظر مذكور في الأُصـول» (٢).
والنيسابوري ـ الذي تبع الرازي في كثير من المواضع ـ قال هنا : بأنّ في ما ذكره بحثاً لا يخفى (٣).
أقـول :
وجه النظر والبحث : وجود موارد كثيرة من المترادفين لا يجوز في اللّغة قيام أحدهما مقام الآخر ، وأنّ بينهما فروقاً عديدة ..
____________
(١) تفسير الرازي ٢٩ / ٢٢٧ ـ ٢٢٨.
(٢) نهاية العقول ـ مخطوط.
(٣) تفسير النيسابوري ٢٧ / ٩٧ ، هامش تفسير الطبري.