وبين النكرة الموصوفة بجملة ؛ ذلك أنّ الاسم الموصول إنّما كان من جملة المعارف «لأنّه موضوع على أن يستعمله المتكلّم به في معلوم عند المخاطب بواسطة جملة الصلة ، ومن أجل هذا تجدهم يشترطون في جملة الصلة أن تكون معهودةً للمخاطب ، بخلاف الجملة التي تقع صفة للنكرة ، فإنّهم لم يشترطوا فيها ذلك ، فإذا قلت : لقيتُ مَنْ ضربتُه ، فإذا اعتبرت (مَن) موصولة ، كان المعنى : لقيتُ الشخص المعروف عندكَ بكونك قد ضربته ، وإن اعتبرت (مَن) موصوفة ، كان المعنى : لقيت شخصاً موصوفاً بكونه مضروباً لك ، فتخصّص الموصول بالوضع ، وتخصّص الموصوفة طارىَ» (١).
وعرّفه ابن هشام (ت ٧٦١ هـ) بتعريفين :
* أوّلهما : «هو الاسم المفتقر إلى صلةٍ وعائد» (٢) ، وهو بهذا يقتصر في تعريفه على بيان الركنين الأساسيّين له ، ويترك ذكر تفاصيلهما إلى شرح التعريف.
* وثانيهما : «ما افتقر إلى الوصل بجملة خبرية أو ظرف أو مجرور تامّين أو وصف صريح ، وإلى عائدٍ أو خَلَفه» (٣).
وشرحه قائلاً : إنّ الظرف والجار والمجرور الواقعين صلةً «شرطهما أن يكونا تامّين ، وقد اجتمعا في قوله تعالى : (وله مَن في السماواتِ والأرضِ ومَن عندَه لا يستكبرون عن عبادته) (٤) ..
____________
(١) شرح قطر الندى ، ابن هشام ، تحقيق محيي الدين عبـد الحميد ، حاشية : ١٢٤.
(٢) شرح قطر الندى : ١٢٤.
(٣) شرح شذور الذهب ، ابن هشام ، تحقيق محمّـد محيي الدين عبـد الحميد : ١٤١.
(٤) سورة الأنبياء ٢١ : ١٩.