ومَن أعملَ الأوّل قال : ضربتُ وضربني زيداً ، وضربتُ وضرباني أخويك ؛ لأنّه أراد : ضربتُ زيداً وضربني ، وضربتُ أخويك وضرباني» (١).
ويلاحظ : أنّه استعمل كلمة «الاِعمال» أوّل مرّة ، ولكنّه لم يطرحها عنواناً لبحثٍ كليّ ومفهوم عام ، يقوم بتوضيح حدّه وبيان تفاصيله ، وإنّما قصر الكلام على بعض مصاديقه.
واستعمل مصطلح «الاِعمال» ابن أبي الربيع الاِشبيلي (ت ٦٨٨ هـ) في شرحه على جمل الزجّاجي (٢).
وتعرّض ابن معطي (ت ٦٢٨ هـ) للتنازع في البحث الذي عقده لبيان أقسام تفسير الضمير ، ومنها تفسيره بـ : «مفرد ، يجري بوجوه الاِعراب ، ويقع في عطف الفعل على الفعل ، [قائلاً] : وحقيقة هذا الباب : أن يتنازع فعلان كلاهما اسماً واحداً .. فمذهب البصريّين في هذا الباب أن يعطوا الظاهر للثاني ، والضمير للأوّل ، ولا يحذف إن كان مرفوعاً ، ويحذف إن كان منصوباً أو مجروراً ... والكوفيون بعكسهم» (٣).
ونلاحظ هنا : أنّ ابن معطي يستعمل كلمة «يتنازع» التي ستمهّد لاشتقاق كلمة «التنازع» وجعلها عنواناً للباب.
وقد عقّب ابن أياز على قول ابن معطي : «أن يتناع فعلان» بأنّه : «لوقال عِوَض (فعلان) عاملان ، لكان أجود ؛ لأنَّ العامل قد يكون فعلاً وغير فعل ، وهذا الباب غير مختصّ بالفعل ، بل قد يكون في الاسمين ،
____________
(١) المقتضب ، محمّـد بن يزيد المبرّد ، تحقيق محمّـد عبـد الخالق عضيمة ٤ / ٧٢ ، ٧٥.
(٢) البسيط في شرح جمل الزجّاجي ، ابن أبي الربيع الاشبيلي ، تحقيق عيّاد الثبيتي ١ / ٣٠٣.
(٣) الفصول الخمسون ، ابن معطي ، تحقيق محمود الطناحي : ٢٢٧ ـ ٢٢٩.