كقول كثير : وعزَّة ممطولٌ مُعَنّىً غريمها ، وفي اسم وفعل ، كقوله سبحانه : (هاؤم اقرؤوا كتابيه) (١)» (٢).
وأوّل من استعمل كلمة «التنازع» عنواناً اصطلاحياً ، هو الشلوبين (ت ٦٤٥ هـ) ؛ إذ قال تحت عنوان «باب التنازع» : «إذا تنازع فعلان معمولاً واحداً ، فالمختار إعمال الثاني ، وإذا أعمل فيه الثاني حذف مع الأوّل نحو : ضربت وضربني الزيدون ، ما لم يكن مرفوعاً ، نحو : ضرباني وضربت الزيدَين» (٣).
ومثله عبارة ابن الحاجب (ت ٦٤٦ هـ) في كافيته : «وإذا تنازع الفعلان ظاهراً بعدهما ...».
ويرد عليهما نفس ما أورده ابن أياز على عبارة ابن معطي ، إلاّ أن يعتذر عنهما بما ذكره كلّ من الرضيّ (ت ٦٨٦ هـ) ، والجامي (ت ٨٩٨ هـ) في شرحهما على كافية ابن الحاجب ..
قال الرضيّ : «واعلم أنّه لو قال : الفعلان فصاعداً أو شبههما ليشمل اسم الفاعل والمفعول والصفة المشبّهة ، نحو : أنا قاتل وضارب زيداً ، وليشمل أيضاً أكثر من عاملين ، نحو : ضربت وأهنت وأكرمت زيداً ، لكان أعمّ ، لكنّه اقتصر على الأصل وهو الفعل ، وعلى أوّل المتعدّدات وهو الاثنان» (٤).
وقال الجامي : «واقتصر على الفعل ؛ لأصالته في العمل ، وإنّما قال
____________
(١) سورة الحاقّة ٦٩ : ١٩.
(٢) المحصول ، ابن أياز : ٧٤ / ب ؛ نقلاً عن حاشية الفصول الخمسون : ٢٢٨.
(٣) التوطئة ، أبو علي الشلوبيني ، تحقيق يوسف المطوّع : ٢٥٢.
(٤) شرح الرضيّ على الكافية ، تحقيق يوسف حسن عمر ١ / ٢٠١.