فأوصى بها صلى الله عليه وآله بأمر الله عزّ وجلّ إلى الأئمّة الأطهار : من ولده ، الّذين هم حجج الله في أرضه وحكمهم كحكمه تعالى ، فوجبت طاعتهم بنصّ الكتاب العزيز : (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأُولي الأمر منكم) (١) ، وأوجب العمل بأوامرهم.
ولقد استفاضت الأدلّة لاِثبات أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله لم يترك الأُمّة بدون هادٍ ومرشد من أوّل دعوته ، ابتداءً بحديث الدار أو إنذار العشيرة (٢) ، وختاماً بآية الاِبلاغ وإكمال الدين (٣) ، أو بحديث الدواة والكتف وكتابة الكتاب لهم (٤).
وهذه الرسالة التي بين يدي القارىَ العزيز هي للسـيّد صلاح بن إبراهيم بن تاج الدين أحمد بن يحيى الحسني الزيدي ، يورد فيها بعض هذه الأدلّة المثبتة لاِمامة وخلافة عليٍّ صلى الله عليه وآله بعد رسول الله صلى الله عليه وآله بلا فصل ، ومن بعده الأئمّة الأطهار :.
المؤلّف في سـطور :
هو السـيّد صلاح بن إبراهيم بن تاج الدين أحمد بن محمّد بن أحمد ابن يحيى بن يحيى الحسني الزيدي ، من علماء الزيديّة ..
____________
(١) سورة النساء ٤ : ٥٩.
(٢) الأمالي ـ للشيخ الصدوق ـ : ٣٤١ ح ٤٠٨ ، مسند أحمد ١ / ١١١ ، تفسير الطبري ١٩ / ٧٤ ، شواهد التنزيل ١ / ٤٢٠ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٤٨ ح ٨٣٨١ ، كفاية الطالب : ٢٠٤.
(٣) سورة المائدة ٥ : ٣ و ٦٧؛ وراجع تفسير هاتين الآيتين ، وكذلك الكتب التي تروي واقعة الغدير في يوم حجّة الوداع.
(٤) صحيح البخاري ١ / ٣٩ باب كتابة الصلح ، الملل والنحل ـ للشهرستاني ـ ١ / ٢٢ ، تذكرة الخواصّ : ٦٥ ، الطبقات ـ لابن سعد ـ ٢ / ٢٤٤.