ذكر محمّـد بن زبارة الحسني اليمني في كتابه المسمّى : ملحق البدر الطالع من بعد القرن السابع قائلاً : إنّ صلاح بن إبراهيم بن تاج الدين بن يحيى الحسني روى عن : الاِمام المتوكّل على الله المطهّر بن يحيى ، والقاضي ابن يحيى صاحب شعلل ، والأمير الهادي بن تاج الدين ، والسـيّد علي بن المرتضى ... وغيرهم.
وكان علاّمة كبيراً ، ونحريراً خطيراً ، وله رسائل ومسائل ، وهو متمّم شفاء الأمير الحسين بن محمّـد ، وسكن الشرف الأعلى ، وقد أثنى عليه الاِمام المهدي محمّـد بن المهدي في رسالة له سنة ٧٠٢ ، ومات صاحب الترجمة في أوّل القرن الثامن رحمه الله تعالى (١).
أقـول :
لا بأس بالوقوف هُنيهة للتنبيه على مسألة مهمّة جدّاً ، وهي : توضيح الفرق بين الزيدية والشهيد زيد بن علي عليه السلام.
الشيعة الاثنا عشرية ترى وتعتقد في زيد غير ما تعتقد به الزيدية ، فالزيـدية تعتقد : إنّ كلّ مَن قام بالسـيف من ذرّية عليّ عليه السلام فهو إمام مفترض الطاعة ، وعلى هذا سيكون زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب : هو الاِمام من بعد أبيه ؛ لأنّه نهض بالسيف وقاتل واستُشهد عليه السلام.
أمّا نحن فنعتقد أنّ زيداً نهض بالسيف ليؤدّي واجبه الشرعي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والطلب بدم جدّه الاِمام الحسين عليه السلام ، فقتل شهيداً مظلوماً ، ولم يدّعي الاِمامة لنفسه بل كان أعرف الناس بمقام
____________
(١) البدر الطالع ـ للشوكاني ـ (ملحق البدر الطالع ٢) : ١٠٣ ح ١٧٨.