بضـبع ابن عمّك ففضّلته علينا وقلت : من كنت مولاه فعليّ مولاه. وهذا شيء منك أم من الله؟
فقال رسول الله : «والذي لا إله إلاّ هو إنّه من أمر الله».
فولّى الحرث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول : اللّهمّ إن كان مايقول محمّـد حقّاً فأمطر علينا حجارةً من السماء أو ائتنا بعذابٍ أليم. فماوصل إليها حتّى رماه الله بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله ، وأنزل الله تعالى : (سأل سائل بعذاب واقع * للكافرين ليس له دافع) (١) (٢).
ومنها : ما ورد في تفسير قوله تعالى : (عمّ يتسائلون * عن النبأ العظيم) :
وهو : ما روي مسنداً إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، قال : «أقبل صخر بن حرب حتّى جلس إلى رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، فقال : الأمر من بعدك لمن؟ قال : (لمن هو منّي بمنزلة هارون من موسى). فأنزل الله تعالى : (عمّ يتسائلون) يعني : سألك أهل مكّة عن خلافة عليّ ، (عن النبأ العظيم * الذي هم فيه مختلفون) : فمنهم المصدّق ومنهم المكذّب بولايته ، (كلاّ سيعلمون * ثم كلاّ سيعلمون) (٣) : وهو ردّ عليهم ، سيعرفون خلافته أنّها حقّ إذ يُسألون عنها في قبورهم ، فلا يبقى ميّت لا في غرب ولا في شرق ، ولا برّ ولا بحر ، إلاّ مُنكر ونكير يسألانه ، يقولان
____________
(١) سورة المعارج ٧٠ : ١ ـ ٢.
(٢) تفسير الثعلبي ١٠ / ٣٥ ، تفسير القرطبي ١٨ / ٢٧٩ ، شواهد التنزيل ٢ / ٢٨٦ ح ١٠٣٠ ـ ١٠٣١ ، تذكرة الخواصّ ـ لابن الجوزي ـ : ٣٧.
(٣) سورة النبأ ٧٨ : ١ ـ ٥.