وممّا يؤيّد ذلك أيضاً : ما رويناه عن النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «ليس في القيامة راكب غيرنا ، ونحن أربعة».
فقام رجل من الأنصار فقال : فداك أبي وأمّي ، أنت ومن؟
قال صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «أنا على دابّة الله البراق ، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرت ، وعمّي حمزة على ناقتي العضباء ، وأخي عليّ على ناقة من نوق الجنّة ، بيده لواء الحمد بين يدي العرش ينادي : لاإله إلاّ الله ، محمّـد رسول الله» ، قال : «فيقول الآدميّون : ما هذا إلاّ ملك مقرّب ، أو نبيّ مرسل ، أو حامل عرش ربّ العالمين. فيجيبهم ملك من تحت بطنان العرش : معاشر الآدميّين! ما هذا ملكاً مقرّباً ، ولا نبيّاً مرسلاً ، ولا حامل العرش ، هذا الصدّيق الأكبر ، هذا عليّ بن أبي طالب صلّى الله عليه» (١).
وعنه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «إنّ اللواء عموده من زبرجدة ، خلقه الله من قبل أن يخلق السماوات بألفي سنة ، مكتوب على رداء ذلك اللواء : لا إله إلاّ الله ، محمّـد رسول الله ، آل محمّـد خير البريّة ،
____________
ثالثاً : إنّها رواية شاذّة وضعيفة ، لذلك لم تصمد أمام الروايات المشهورة عند المسلمين ، التي تؤكّد على انفراد الاِمام عليّ عليه السلام بهذه المنقبة ، وأنّ الرسول صلى الله عليه وآله لم يترك باباً شارعةً على المسجد إلاّ باب أخيه وخليفته وصهره.
وهذه بعض المصادر التي تشير إلى هذا : مسند أحمد ٤ / ٣٦٩ ، سُنن الترمذي ٥ / ٦٤١ ح ٣٧٣٢ ، مسند أبي يعلى ٢ / ٦١ ح ٧٠٣ ، المعجم الكبير ـ للطبراني ـ ١٢ / ٩٩ ح ١٢٥٩٤ ، المستدرك على الصحيحين ـ للحاكم ـ ٣ / ١٢٥ ، حلية الأولياء ٤ / ١٥٣ ، تاريخ بغداد ٥ / ٢٩٣ ، المناقب ـ للخوارزمي ـ : ٦٠ ، ميزان الاعتدال ١ / ٤٦٩ ، اللآلي المصنوعة : ٩١١.
(١) عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢ / ٤٨ ، كفاية الأثر : ١٠١ ، الأمالي ـ للشيخ الطوسي ـ : ٣٤٥ ح ٧١١ ، المناقب ـ لابن شهرآشوب ـ ٣ / ٢٦٧.