ومن ذلك : ما رويناه بإسناده إلى النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «إذا كان يوم القيامة أمر الله جبرئيل أن يجلس على باب الجنّة فلايدخلها إلاّ من معه براءة من عليّ بن أبي طالب عليه السلام» (١).
ومن ذلك : ما رويناه بإسناده إلى النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «عليّ يوم القيامة على الحوض ، لا يدخل الجنّة إلاّ من جاء بجواز من عليّ بن أبي طالب» (٢).
فانظر أيّها المسترشد رحمك الله : هل يجوز أن يكون له عليه السلام الحلّ والعقد في البراءة والجواز في القيامة ، وهو صاحب اللواء ، وصاحب الحوض ، وصاحب الكرسي والقبّة بين إبراهيم وأخيه محمّـد صلوات الله عليهم أجمعين ، ويكون الخليفة غيره؟!
كلاّ وحاشى ؛ لولا اتّباع الأهواء المضلّة عن السبيل ، ومحبّة هذا العاجل العليل ، كما قال أمير المؤمنين عليه السلام بعد كلامه في من تقدّمه : «كأنّهم لم يسمعوا الله تعالى يقول : (تلك الدار الآخرة نجعلها للّذين لايريدون علوّاً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتّقين) (٣)» ، ثمّ قال : «بلى والله لقد سمعوها ووعوها ، ولكنّهم حَلِيت الدنيا في أعينهم ، وراقهم زبرجها» (٤).
____________
(١) كشف اليقين : ٣٠٤. وورد بتفاوت يسير في الألفاظ في : بشارة المصطفى : ١٩٦ ، روضة الواعظين : ١٢٨ ، المناقب ـ للخوارزمي ـ : ٢٢٩.
(٢) المناقب ـ للمغازلي ـ : ١١٩ ح ١٥٦ ، العمدة ـ لابن البطريق ـ : ٣٠٠ ح ٥٠٢ ، كشف اليقين : ٣٠٣.
(٣) سورة القصص ٢٨ : ٨٣.
(٤) علل الشرائع : ١٥١ ، معاني الأخبار : ٣٦١ ـ ٣٦٢ ، الاِرشاد ـ للشيخ المفيد ـ