وأمّا حديث براءة
فهو : ما روي أنّ سورة براءة لمّا نزلت في سنة تسع أمرّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أبا بكر إلى مكّة يحجّ بالناس ، ودفعها إليه ليقرأها عليهم ، فلمّا مضى بها أبو بكر وبلغ ذا الحليفة نزل جبرئيل عليه السلام إلى النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وأمره بدفع براءة إلى عليّ عليه السلام ليقرأها على الناس ..
فخرج عليّ عليه السلام على ناقة رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم العضباء حتّى أدرك أبا بكر بذي الحليفة فأخذها منه ، فرجع أبو بكر وقال : يا رسول الله! هل نزل فيّ شيء؟
قال : «لا ، ولكن لا يبلّغ عنّي غيري أو رجل منّي» (١).
____________
١ / ٢٨٩ ، الاحتجاج ـ للطبرسي ـ ١ / ٤٥٧ ، الطرائف ـ لابن طاووس ـ : ٤١٨ ـ ٤١٩ ، المناقب ـ لابن شهرآشوب ـ ٢ / ٢٣٤ ، شرح نهج البلاغة ١ / ٢٠٠.
(١) مصنّف ابن أبي شيبة ١٢ / ٨٤ ح ١٢١٨٤ ، سنن الترمذي ٥ / ٢٧٥ ح ٣٠٩٠ ـ ٣٠٩١ ، الخصائص ـ للنسائي ـ : ٩٣ ح ٧٧ ، تفسير الطبري ١٠ / ٤٧ ، المستدرك على الصحيحين ـ للحاكم ـ ٣ / ٥١ ، المناقب ـ للخوارزمي ـ : ١٠١ ، شواهد التنزيل ١ / ٢٣٥ ح ٣١٥ ، تفسير الرازي ١٥ / ٢١٨.
أقـول : اتّفق المفسّرون ورواة الحديث على أنّ الذي بلّغ سورة براءة لأهل مكّة هو علي بن أبي طالب عليه السلام ، وأنّ رسول الله صلى الله عليه وآله بعثها أوّل الأمر مع أبي بكر فتطاير فرحاً حتّى قال لرسول الله صلى الله عليه وآله بعدما أخذها منه علي عليه السلام : يا رسول الله! أهّلتني لأمر طالت الأعناق إليّ فيه فلمّا توجّهت إليه رددتي عنه ، ما لي؟ هل نزل فيّ شيء؟
فقال له الرسول صلى الله عليه وآله : «لا ، ولكن الأمين هبط إليّ وقال : إنّ الله يقول لك : لايؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك. وعليّ منّي ، ولا يؤدّي عنّي إلاّ عليّ».